نصوص عديدة حزن واحد

21 مشاهدة

يحدث أن يصادف القارئ نفسه وجزءًا من حياته وتاريخه في كتاب أو رواية كُتبت حول حياة غيره وتاريخ غيره، ليظل سؤال القارئ قائمًا: ما الذي يجعل هذا الكتاب أو ذاك يعبّر عني كأنه كُتبَ من أجلي؟

سؤال مهم يثير في عمقه العديد من الأسئلة الأخرى حول قيمة الكتابة وحقيقتها وعلاقاتها العميقة بالإنسان، وهمومه وأحزانه. فأن يصادف الإنسان حياته بأحزانها وأفراحها داخل مؤلف أو رواية كُتبت على أرض بعيدة عنه، وربما في تاريخ قديم، ليس مصادفة ولا معجزة، بل إن ذلك هو الأصل في الكتابة الحقيقية وأبلغها على الإطلاق.

فالكاتب البليغ هو الكاتب القادر على تحريك الأحاسيس الراكدة في أعماق قلوب قرائه في العالم، وفي مختلف الأزمان والعصور، وذلك ما يجعله كاتبًا كونيًّا عالميًّا لا يخاطب القراء بلغته ولغة أمته التي تحُدّها الحدود الناطقة بها، بل يخاطبهم بلغة الإنسانية جمعاء، تلك اللغة العالمية الكونية التي تنفذ إلى قلوب الناس في أي مكان، وعلى أي أرض في هذا الكوكب.

إنه الكاتب العالمي الكوني الذي لا يعير اهتمامًا للغة اللسان، ولا جنس الكتابة ونوعها، بقدر ما يهتم بلغة الإنسان، أيًّا كان هذا الإنسان، وبأدب الإنسانية، والقيم الإنسانية السامية، وقضاياها العادلة.

الكاتب الكوني لا يناضل في نصوصه البليغة من أجل أرضه وعشيرته فقط، بل من أجل الإنسان على أي أرض كان، يحمل في قلبه همًّا من الهموم التي تؤرِّق جسد الإنسان عامة، من دون النظر إلى عرقه، أو لسانه، أو دينه، أو فكره، أو ثقافته، بل لكونه إنسانًا قبل كل شيء.

والكاتب العالمي الكوني البليغ هو المبدع القادر على التعبير عن الحزن الذي يُخيّم على البشرية في كل أنحاء العالم، بلسانه الذي يكتب به، وفي أي جنس إبداعي وصنف سردي يبدع فيه؛ ذلك أن نصوصه سرعان ما تعبُر الحدود الجغرافية، وتكسّر كل القواعد السياسية، لتصل إلى القراء البلغاء في كل العالم بلسانهم الذي يقرؤون به.

ولو لم يكن لهذا الكتاب أو لذلك العمل الروائي ميزة العالمية والكونية، لما أقبل المترجمون من ألسن أخرى على

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح