نصارى هولندا وصهاينة العرب
يمني برس – بقلم – عبد الفتاح البنوس
أصحاب الضمائر الإنسانية الحية يتحركون في مواقفهم وقراراتهم وتوجهاتهم من منظور إنساني بحت ، مجرد من كل أشكال التدجين والولاءات الضيقة والمصالح النفعية الرخيصة والمبتذلة، ينطلقون انتصارا لقيم الإنسانية ومبادئها، ولا يعترفون بما سواها ولا يلقون لها بالا، كل همهم إرضاء ضمائرهم والانتصار للقيم النبيلة التي يتحلون بها، التي تنتصر للمظلومين والمضطهدين بغض النظر عن ديانتهم وجنسهم ولونهم وعرقهم وغيرها من الاعتبارات والمسميات التي يتخندق حولها ويتشبث بها اليوم بعض المأزومين ممن يعانون من داء ( عقدة النقص) الذي بات آفة هذا العصر على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
قبل أيام سجل وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلد كامب ومعه ثمانية وزراء آخرين موقفا للتاريخ وللإنسانية جمعاء، عندما أقدموا على تقديم استقالتهم من الحكومة، وذلك احتجاجا منهم على الموقف الرسمي لحكومة بلادهم عقب رفضها فرض المزيد من العقوبات على كيان العدو الصهيوني على خلفية جرائم الإبادة الجماعية البشعة التي يرتكبها بحق أطفال ونساء وأهالي غزة على مرأى ومسمع العالم قاطبة.
موقف أخلاقي إنساني مجرد من العواطف والانفعالات جاء في سياق استشعار هؤلاء النصارى الذين نختلف معهم في الديانة ولا تربطنا بهم أي روابط أخوية ولا يوجد بيننا وبينهم أي قواسم مشتركة؛ للمسؤولية الأخلاقية والإنسانية وهم يشاهدون أهالي غزة يموتون من الجوع بعد أن نال منهم وفتك بهم جراء الحصار الصهيوني الخانق وسياسة التجويع القذرة التي تمارس بكل وقاحة وبشاعة وقلة حياء بحق المجوعين من أبناء القطاع الذين تحولوا إلى فرائس صيد للقتلة الصهاينة والأمريكان داخل مصائد الموت التي جاءوا إليها بناء على طلب الصهيوني والأمريكي بغية الحصول على المساعدات الإغاثية.
لقد ضرب هؤلاء الوزراء الهولنديون أروع الأمثلة على صحوة الضمير الإنساني، وأكدوا للعالم بأسره وفي مقدمة ذلك القادة والوزراء العرب والمسلمون، أن الضمير الإنساني عصي على الصمت والخنوع، مهما بلغ حجم الضغوطات والمؤامرات، وأرسلوا رسالة غير مباشرة للمسؤولين العرب والمسلمين مفادها أنه لا قيمة للمناصب والمراتب والمسؤوليات ما دام البقاء فيها على حساب أرواح
ارسال الخبر الى: