نساء ريف تعز معاناة جلب المياه
تعز- عدي الدخيني
منذ الصباح الباكر، تبدأ “أم جلال” رحلتها اليومية لجلب المياه من أحد الآبار، في قريتها بعزلة الشراجة، بمديرية جبل حبشي، غرب محافظة تعز، جنوب غرب اليمن. مشهدٍ يتكرر منذ عقود من الزمان؛ يشرح المعاناة الأزلية لسكان المنطقة مع المياه.
تقول أم جلال لـ”المشاهد”: “اعتدنا كل صباح أن نذهب إلى البئر لجلب الماء، ثم نعود لإكمال أعمال البيت”. وتضيف: “أن الماء لم يصل إليهم منذ أن سكن أجدادهم القرية، وحياتهم كلها تعب ومشقة”. وتتابع: “الأسرة التي لا تمتلك حميرًا أو أطفالًا يساعدونها في جلب المياه تعاني أكثر، إذ تضطر النساء إلى حمل الماء على رؤوسهنّ لمسافاتٍ طويلة”.
وتعيش عشرات الأسر في قرية “الهفار” بعزلة الشراجة، معاناةً يوميةً في البحث عن المياه وجلبه إلى المنزل منذ مئات السنين. حيث يعتمد الأهالي بشكلٍ كامل على آبارٍ بعيدة ليوفروا حاجتهم اليومية من المياه، وتقطع النساء والأطفال مسافاتٍ طويلة؛ للوصول إلى تلك الآبار والعودة محملين بالماء.
رحلة جلب مياه الشرب
تقول العشرينية “وفاء مسعد”: “نقطع مسافة كيلومتر برفقة عدد من فتيات المنطقة، ونقطعها في اليوم الواحد من ثلاث إلى أربع مرات؛ لتوفير كميةٍ كافيةٍ لحاجتنا من المياه”. هذه المشقة المُزمنة في أزمة المياه التي تعانيها عزلة الشراجة، جعلت من هاتين البئرين مصدرًا مائيًا وحيدًا، وإن كانتا بعيدتين لآلاف الأسر في هذه القرى المترامية.
وفاء مسعد، سيدة في عزالة الشراجة: نقطع مسافة كيلومتر برفقة عدد من فتيات المنطقة، ونقطعها في اليوم الواحد من ثلاث إلى أربع مرات؛ لتوفير كميةٍ كافيةٍ لحاجتنا من المياه.”
لكن البُعد في المسافة لم يكن المشكلة الوحيدة بنظر هؤلاء، فحين تفرض التقلبات المناخية متغيراتها، وتتعرض الآبار للنضوب في فصل الشتاء؛ يضاعف حاجة الأهالي للمياه، ويزيد رحلات النساء والفتيات للبحث عن مياهٍ في مواقع أخرى.
حمل 20 لترا ماء على الرأس يوميا

في
ارسال الخبر الى: