ندى عبد الصمد وحكايات يهود بيروت

33 مشاهدة

حين انطفأت شرفات اليهود في وادي أبو جميل (دار رياض الريّس، بيروت) كتاب ندى عبد الصمد، يلي فيلمها يهود لبنان. يعود الكتاب والفيلم إلى تاريخ غائب لأقلية اليهود اللبنانيين الذين هاجر معظمهم إلى إسرائيل. بقي منهم في لبنان آحادٌ أصرّوا على ذلك رغم رحيل الأغلبية العظمى ومعها الهيئة الدينية، وبعد أن زالت الكُنُس ودُمِّرت المقابر. آخر من نعرفهم من هؤلاء جوزيف طرّاب، الناقد التشكيلي البارز الذي توفي منذ عهد قريب في بيروت.

لم تُؤدِّ حرب 1948 وقيام إسرائيل على الأرض الفلسطينية إلى تناقص يهود وادي أبو جميل، الحي اليهودي في بيروت، بل انضاف إليهم يهود آخرون نزحوا إلى بيروت من العراق وسورية وحتى من إيران. لم يكونوا في لبنان موضع رصد ومراقبة أو تحت شبهات وشكوك؛ فالدولة اللبنانية لم تكن لهم بالمرصاد. بالعكس، كان لبعضهم علاقات نافذة بالدوائر الرسمية، وكان لهم وجود ضئيل في هذه الدوائر.

نهى اليهودية كانت مديرة عامة، والخواجة روبين أستاذاً جامعياً، والقوميسيير بصل ضابطاً في الأمن العام، بالإضافة إلى موظفين آخرين في الدولة. هذا ما سمح لنهى بأن تقيم علاقات مع نافذين، وأن تستقبل في بيتها الكثيرين منهم، بل أن تستقبل معهم فلسطينيين. كذلك كان الأمر مع الخواجة روبين. وإذا كان قد أُلقي القبض عليهما بتدخل من المخابرات السورية، وكُشف عن شبكة أو أكثر للتجسس، وكان للمخابرات السورية دور في ذلك، بل جرت إعدامات، فإن أغلب هؤلاء كانوا يخرجون من السجن في صفقات تبادل تجري بعد أن تقوم إسرائيل باعتقال لبنانيين على الحدود تمهيداً لمبادلتهم بجواسيس في السجون اللبنانية.

في 1982 عاد يهود لبنانيون إلى لبنان بصفتهم جنوداً محتلين

لكن كتاب عبد الصمد يتناول هذه المسألة في سياق استعراضه حياة اليهود في وادي أبو جميل. هذه الحياة يستعيدها الكتاب بتفاصيلها ويومياتها؛ فالمثير في كتاب عبد الصمد بُعده عن أسلوب البحث والدراسة، واقترابه مما يشبه الحكاية. فالكتاب يستحضر أشخاص الوادي واحداً واحداً وواحدةً واحدةً، في ما يكاد يكون قصصاً قصيرة، بل هو يتعمد أن يكون أدباً

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح