عن نخب عربية تبنت السردية الصهيونية

٧٢ مشاهدة
كنت قد كتبت قبل عشر سنوات مقالا بعنوان صهاينة ولكن تونسيون وهو مقال عن التصهين العربي تونس نموذجا ولم أكن أدري وقتها أن تصهين بعض التونسيين المغيبي الوعي كان بريئا براءة طفل يأكل العنب ولم أكن أدري أيضا أن حجم التصهين العربي أكبر بكثير مما نعتقد حتى كشف عنه طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول أكتوبر 2023 نشر المقال في حينه ولكن يبدو أن الوعي العربي خاضع للميديا لا للوعي والمعرفة بدا لي هذا من خلال كثير مما يكتب اليوم حول هذا الكيان الديني الذي له وجه زمني هو الإمبريالية ومدى تغلغل سردية هذا الكيان في وعي كثير من النخب العربية فالصهيونية هي إحدى المذاهب الدينية السلفية اليهودية الأكثر عنفا وقد سوت أهدافها وتماهت مع السياق الزمني الغربي الأميركي على وجه الخصوص ولأن الحركات التقدمية العربية لايكية وتدور كلها في فلك الأيديولوجيات الاشتراكية وتتغذى من أدبياتها فلم تهتم هذه الحركات بالقراءة الدينية لهذا الكيان السرطاني كما وصفه عباس محمود العقاد قبل حوالي سبعين سنة واعتقدت هذه النخب أن الآخرين هم أيضا غير مهتمين بالعقيدة بوصفهم فاعلا أساسيا في نظرة إنسان المنطقة للعالم كما كتب يوما لورنس العرب ولم تقرأ الكيان الصهيوني إلا بوصفه قاعدة إمبريالية متقدمة وهذه نصف الحقيقة كذبة الديمقراطية أذاعها الصهاينة عن أنفسهم وسوقها لهم الغرب وسهلت هذه القراءة انتشار كثير من وجوه التصهين لدى كثير من النخب السياسية والثقافية العربية وكانت قمة الدراما عندما أيدت بعض الأحزاب الشيوعية العربية قيام الكيان سنة 1948 وتسويتها بين الكيبوتز الإسرائيلي والكولخوز والسوفخوز السوفييتي وأن الكيبوتز خطوة في المنطقة نحو بناء المجتمع الشيوعي وذهب السادات إلى اختزال الأمر إلى أن ما يفصلنا عن الصهيونية هو مجرد حاجز نفسي بما يعني حاجز وهمي وكان لا بد أن تأتي محرقة غزة وأن يظهر إيتمار بن غفير وزعيقه الأرعن وسموتريتش وحقده الأسود والقتل التلمودي المرعب ليتكشف لهم النصف الآخر للحقيقة والمتمثل في الجوهر الديني لهذا الكيان هذه القراءة الخاطئة للكيان وتصنيفه دولة لايكية ديمقراطية وهي كذبة أذاعها الصهاينة عن أنفسهم وانتشرت في الغرب جعلت كثيرا من النخب العربية خاصة في المغرب العربي تلتقي الكيان بل تحج إليه وثمة كثير من النخب من تونسيين وجزائريين ومغاربة لا ترى غضاضة في التعامل مع الصهيونية بل وصل الأمر ببعضهم إلى الدفاع عن هذا الكيان الاستعماري التطهيري باعتباره جزيرة ديمقراطية في المنطقة كما هو شأن الجزائري كمال داود الذي ذهب بعيدا في مهاجمة حركة حماس ونعتها بالإرهاب في مقاله الأسبوعي الذي ينشره في موقع المنبر اليهودي TRIBUNE JUIVE وفي مجلة لوبوان الفرنسية وما يزال يكتب مدينا حركة حماس بعد أكثر من تسعة أشهر من ممارسة التطهير العرقي بالتعذيب والقتل التلمودي المرعب شاعر ومترجم تونسي مقيم في أمستردام

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح