نتنياهو ورهانه على ترامب

١١٤ مشاهدة
يبدو أن ارتدادات المناظرة التي عقدت أخيرا بين الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه الرئيس السابق دونالد ترامب وتسببت بأزمة للأول أججت حملة يقودها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ضد الإدارة الأميركية الحالية وتهدف من بين أمور أخرى إلى تحميلها وزر فشل إسرائيل في تحقيق انتصار مطلق في حربها ضد قطاع غزة وفي ظل هذه الحملة التي واصل مقربون من نتنياهو إشعال أوارها في الأيام القليلة الفائتة بتنا نصادف سمتين متصلتين الأولى اتهام إدارة بايدن بأنها التي تحول دون تحقيق إسرائيل الانتصار المأمول في الحرب التي تشنها على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 بوضع شروط عليها وتأخير شحنات أسلحة وبالاطلاع على ما يكتبه الأكثر قربا من نتنياهو تتراءى أمام أنظارنا شبهات أخرى تتعلق بمواقف تلك الإدارة من إيران فقبل عدة أيام كتب أحد هؤلاء وهو المؤرخ المتخصص في التاريخ الأميركي غادي طاوب أن إدارة بايدن مقتنعة بأن الطريق إلى استتباب الهدوء في الشرق الأوسط تمر عبر إلغاء التصعيد والتوصل إلى تسويات في مقابل إيران وهي سياسة منهجية بدأت بها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وما زال يقف في صلبها هدف تقليص تدخل الولايات المتحدة في المنطقة من أجل منع الانجرار إلى حروب وبرأيه خلافا للسياسة التي انتهجها ترامب لا يعزز ما تقوم به إدارة بايدن قوة حلفاء الولايات المتحدة في مقابل طهران بل على العكس يتسبب بالابتعاد عن حليفاتها واتخاذ خطوات في اتجاه إيران من شأنها أن تضفي مكانة جديدة على الولايات المتحدة وهي مكانة المحكم الذي لا يحمل أي توجهات منحازة لهذا الطرف أو ذاك وبحسب قراءته أرسلت إدارة بايدن منذ اليوم الأول لتسلمها دفة الحكم في البيت الأبيض إشارات إلى الإيرانيين تفيد بأنها تسعى إلى التوصل إلى تسويات معهم وتمثلت أولى خطواتها في إخراج الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية ووقف إرسال أسلحة هجومية إلى السعودية بإمكانها المساعدة في محاربة الحوثيين الذين يهاجمونها من أراضي اليمن كما فرضت هذه الإدارة اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان على إسرائيل وامتنعت من فرض عقوبات اقتصادية على إيران وقامت بتحرير مبالغ مالية لها تقدر بنحو مائة مليار دولار ويصل إلى بيت القصيد حين يصل إلى الخلاصة التالية كان بمقدور الولايات المتحدة كبح إيران منذ فترة طويلة ولكنها منذ تولي بايدن زمام الحكم في البيت الأبيض تفعل العكس تماما السمة الثانية هي المجاهرة علنا بالرهان على عودة ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوزه في الانتخابات القريبة وعندها سيعود الاثنان إلى ما يوصف بأنه العصر الذهبي من علاقاتهما والذي ساد خلال فترة رئاسة ترامب وبموجب ما كتب محلل في صحيفة يسرائيل هيوم هناك من بدأوا بفرك الأيدي فرحا في إسرائيل ويتوقعون انتخاب ترامب رئيسا ويؤمن هؤلاء بأنه إذا أصبح رئيسا للولايات المتحدة ستختفي كل مشكلات شحنات السلاح والمشكلات الإنسانية التي تفرضها إدارة بايدن على إسرائيل بموازاة ذلك جاء في تحليلات أخرى خصوصا على لسان المحلل العسكري رون بن يشاي أنه ينبغي تذكر أن لدى ترامب تحفظات كثيرة على نتنياهو كذلك كان موقف ترامب من الحرب على غزة متناقضا ففي البداية أيدها ثم قال إن على إسرائيل إنهاءها الآن ثم عاد وأيد استمرارها وتدمير حماس من هنا المشكلة الكبيرة معه أنه لا يعرف على أي جانب سيستيقظ كل صباح وما هو القرار الذي سيتخذه قبل احتساء قهوته ومن الجهة المقابلة واضح أن صهره جاريد كوشنير سيكون إلى جانب ترامب في البيت الأبيض وهو صديق إسرائيل الكبير ومهندس تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين وإظهار القوة الأميركية في منطقة الخليج وفي منطقة الشرق الأوسط

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح