نانسي عجرم ملامح غنائية لا تشبه أحدا

43 مشاهدة

تُراهن المغنية اللبنانية نانسي عجرم على أسلوبها الغنائي المتفرّد، الذي يمزج بين الشقاوة والدلال والرومانسية، مع لمسات درامية أنثوية مشبعة ببراءة طفولية. هذا المزيج، الذي بات سمة متأصلة في شخصيتها الفنية، يتكرّس بوضوح في ألبومها الجديد نانسي 11. ورغم أن الألبوم لا يحمل كثيراً من المفاجآت، إلا أنه يستند إلى مقومات شكّلت ملامح عجرم الغنائية، وأسّست لحضورها الخاص.
وكما اعتاد جمهورها، تواصل صاحبة آه ونص الرهان على البساطة، سواء في اختياراتها الموسيقية والغنائية، أو حتى في إطلالاتها. وتُشكّل التباينات بين الوداعة والمرح، أو الرقة والجرأة، خطوطاً عامة في تحديد هوية أغانيها، ما يجعلها تختار ما يتماشى مع طريقتها الخاصة، من دون أن تركض خلف موجات الموضة الغنائية.

في هذا الألبوم، تتعاون نانسي عجرم مع عدد من الملحنين الجدد، من أبرزهم عزيز الشافعي وعطار، وقدّم كل منهما لحناً مميزاً. وفي هذا الإطار، تخوض المغنية تجربة جديدة في اللون الشعبي المصري، لكن بنمط مختلف، يمتاز بإيقاعه السريع وطابعه العصري، الذي يمزج بين الموسيقى الشرقية والبديلة، ويُقارِب أسلوب الراب، مع نكهة سلطنة واضحة في نهاية اللازمة آه يا سيدي. اللافت هنا هو توظيف الإيقاعات الإلكترونية والمؤثرات الصوتية، مع دخول طبلة المقسوم في الجزء الأخير، ما يخلق تقاطعاً متناغماً بين التقليدي والتقني.

هذا المزاج يتجلّى بوضوح في الأغنية التي كتبها مصطفى حدوتة ولحّنها عطار، وقد تكون من أكثر أغنيات الألبوم رواجاً، رغم صدورها المتأخر. يستمر هذا التوجه الشعبي، لكن بدرجة أقل تطرفاً، في أغنية يا قلبو، إذ تبرز طبلة المقسوم مجدداً، وتتداخل الأصوات المبرمجة مع الأكورديون، في نمط يذكّر بأغاني نانسي الأولى مثل أخاصمك آه، وإن اتخذت الأغنية هنا منحى أحدّ في التعبير، كأنها شكوى مفعمة بالعاطفة، وليس دلالاً.