ناقد يمني يتحدث عن مسلسل رمضاني يعرض على قناة بلقيس
اخبار محلية

تحدث الناقد اليمني د. قائد غيلان عن مسلسل يمني رمضاني يعرض على قناة بلقيس ..
وجاء ذلك في منشور كتبه في صفحته على موقع فيسبوك.
نص المنشور:
ملاحظات أولية حول مسلسل طريق إجباري:
يبدو من الحلقات الأولى للمسلسل أنه يقدم الشخصيات حسب التقسيم التقليدي الذي تخلّت عنه الدرما والسينما المصرية منذ عقود؛ أي تقسيم الشخصيات إلى عنصري الخير المطلق أو الشر المطلق، فشخصية غانم، الشاب المتعلم الذي ذهب يدرس في المدينة وأحب زميلته وتزوجها يظهر شخصية شريرة بالمطلق، إذ ينسى حبَّه ويتنكّر لحبيبته ويضحِّي بابنه، وبنفس المنطق يقدم المسلسل أباه شخصية جشعة استغلالية مبتزة متعجرفة وفوق ذلك بيدوفيلية تميل إلى الأطفال، لا يحمل في قلبه ذرة رحمة تجاه من يستغلهم. هذا التقسيم الصارم للشخصيات حسب عنصري الخير المطلق أو شر المطلق تجاوزته الدرما العربية منذ عقود واتجهت إلى الشخصيات المركَّبة، ذلك لأن الطبيعة البشرية معقّدة، والخير والشر ليسا مجرد مفاهيم مطلقة، بل هما جزء من التجربة الإنسانية بكل تناقضاتها، فمن أكثر العناصر تعقيداً وإثارة في الأعمال الدرامية تجسيد الخير والشر في شخصية واحدة. فبدلاً من تقديم الشخصيات كنماذج نمطية للخير المطلق أو الشر المطلق، أصبح الفنّ يقدم شخصيات مركّبة تحمل بداخلها صراعاً داخلياً بين النزعتين مما يجعلها أكثر واقعية وتأثيرا في المشاهد، فالشخصيات التي تجمع بين الخير والشر تعكس التعقيد النفسي للبشر، فلا يوجد إنسان خيّر بشكل مطلق أو شرير على الدوام، هذه الشخصيات تجعل المشاهد في حالة من الترقب والتفاعل العاطفي ويشعرون بالقرب من الشخصية حتى لو ارتكبت أفعالًا شريرة، لأنهم يدركون دافعها الإنساني أو معاناتها الداخلية، بالإضافة إلى أن تقديم الشخصيات بذلك التقسيم الصارم بين الخير والشر تجعل المشاهد يتوقع أفعالها وردود أفعالها ومن هنا يفقد العمل عنصر المفاجأة ويفقده الإثارة والتشويق، فأنت تعرف مسبقا ماذا يمكن أن تفعل تلك الشخصية وكيف ستتصرف مع الأحداث.
إن الشخص يمكن أن يكون طمّاعا أو جشعا لكنه في ذات الوقت قد يكون كريماً وشهما ويترفّع عن
ارسال الخبر الى: