ابو نادر الأب والصديق و رفيق الوفاء النادر كتب اياد علوي فرحان

46 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

في العام 1987م، كنت أعيش في المنفى، في دمشق.
المدينة كانت مزدحمة بالحكايات والمنافي والغرباء، وكنت واحدًا منهم.
في تلك الأيام، كنت ما أزال أتعلم كيف أتنفّس بعد الفقد الكبير، فقدت والدي وعددًا من أسرتي في كارثة لم تترك في داخلي سوى رماد الحزن.

ذات صباح، أخبرني أحد الأصدقاء أن هناك من يبحث عني، يريد مقابلتي “للأهمية”.
لم أستغرب، لكن شيئًا في داخلي ارتجف.
بعد قليل، علمت أن الرجل هو العم نصر شايف رحمه الله، وكان حينها مستشارًا أمنيًا، ضابط ارتباط في سفارتنا بدمشق.

عرفته منذ وقت مبكر في صباي, وظليت أراه في مناسبات عديدة لانه كان من الشخصيات وثيقة الارتباط والموثوقية بعمل والدي, ولعل المقام غير مناسب لذكرها الان ,لكني اتذكر بأن اطرفها كانت عندما جاء لمنزلنا ليلا وسلمته اشياء غريبة تتعلق بالعمل بحسب طلب الوالد...واستغرب لذلك وقال لي : هل يدربك والدك منذ الآن ام ماذا؟ فقلت له لا...هو يريدني أن أكون طيارا مدنيا ! فنظر إلي متأملا ثم ضحك,وأخذ تلك الاشياء الغريبة و ودعني وغادر رحمه الله .

كان أبى نادر من أولئك الرجال الذين إذا التقيتهم، شعرت كأنك تقابل قلبًا يعرفك منذ زمن.
كان والدي رحمه الله يرأس نخبة قيادية من ضباط الاستخبارات الخارجية ذوي مهارات وصولات وجولات، وكان العم نصر أحدهم،
كنت متعلقا بوالدي وشغوفا بغموضه, واحاول كثيرًا مرافقته كلما استطعت لذلك سبيلا، أستمع بصمت، وأتعلم منه كيف يكون المرء صلبًا دون قسوة، وكيف يحيا بين الناس بلا خوف..و رأيت بعيون كانت لازالت حينها ترى بوضوح دون تشويش, كيف يتصرف هؤلاء الناس وكأنهم يعلمون سلفا بانهم يعملون في بحر الغموض الذي سيظل يكتنف حياتهم حتى بعد مماتهم, يعملون كاسرة واحدة تعلم مسبقا أنها مهما سطرت من ملاحم أو تضحيات,لن يتكلم عنها أحد و ربما لن يتجرأ على ذلك خوفا على رأسه, وستنسب احداث هامة وفاصلة و وقائع ربما تاريخية لغيرهم من خارج الصندوق, وسيدفن ذلك التاريخ مهما كانت أهميته وتأثيره أو على الأقل سيدفن معظمه

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع كريتر إسكاي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح