ناجون من جحيم غزة... باحثون فلسطينيون يحاولون إعادة بناء حياتهم في فرنسا

استقبلت عدة مؤسسات جامعية فرنسية عددا من الباحثين والفنانين الفلسطينيين، بعد أن تم إجلاؤهم من قطاع غزة في شهر نيسان/أبريل. وقد التقت فرانس24 اثنين منهم في جامعة إيكس-مرسيليا، حيث يسعى الباحثان جاهدان، إلى إعادة بناء حياتهم التي مزقتها أشهر من القصف الإسرائيلي. ريبورتاج من موفدنا الخاص إلى مرسيليا.

تتراقص الأحرف المكتوبة بخط منمق لمخطوطة من غزة تعود إلى القرن التاسع عشر على شاشة الحاسوب تحت أنظار عبد اللطيف أبو هاشم. في مكتبه بمعهد البحوث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي إيريمام (IREMAM) في مدينة إكس-أن-بروفانس في جنوب فرنسا، يقوم المؤرخ المنحدر من مدينة رفح بتكبير الوثيقة ونسخ الكتابة بالخطين الأسود والأحمر بتأنّ، وفقا للأعراف الإسلامية المتبعة خلال الحقبة العثمانية.

بعد أسابيع قليلة من مغادرته جحيم ، انغمس الأكاديمي البالغ من العمر 59 عاما، والمتخصص في حفظ التراث داخل القطاع الفلسطيني، بشكل كامل في أبحاثه. تم إجلاء عبد اللطيف أبو هاشم من غزة في 23 نيسان/أبريل، واستُقبلَ فورا في معهد إيريمام مع الشاعر يوسف القدرة. أُنجزت عملية الإجلاء بفضل برنامج بوز Pause [أي: استراحة] الذي أطلقه معهد كوليج دو فرانسCollege de France عام 2017، والذي يهدف إلى استقبال موقت لأساتذة جامعة يواجهون تهديدات بسبب أبحاثهم أو مخاطر تهدد سلامتهم الجسدية.

يقول عبد اللطيف أبو هاشم: أنا سعيد بوجودي في هذه المكتبة، وسط 200 ألف كتاب، من بينها 40 ألفا باللغة العربية. هذا يعوضني جزئيا عن مكتبتي التي أنشأتها في منزلي.

باحث، أمين مكتبة، وصياد مخطوطات: تدور حياة عبد اللطيف أبو هاشم حول الكتب منذ كان في سن المراهقة، حين كان ينفق مصروفه الشخصي على شراء أولى مؤلفاته في