ميناء الدوحة القديم نقطة صيد اللؤلؤ تتحول إلى مزار سياحي
٩٤ مشاهدة
بإطلالته على الخليج العربي واحتضانه لمسطحات خضراء ومبان ذات طراز عمراني تحاكي الأحياء القديمة المطلة على البحر بات ميناء الدوحة القديم مزارا سياحيا يقصده زوار قطر كما المواطنون والمقيمون بعد أن كان قبل عقود نقطة لانطلاق رحلات الغوص بحثا عن اللؤلؤ ثم أصبح مرفأ تجاريا تؤمه السفن والبواخر المحملة بحاويات البضائع والسلع المتنوعة ونجحت إدارة منطقة الميناء في تحويلها إلى مركز سياحي وترفيهي حيوي يحتضن فعاليات تراثية ومهرجانات موسمية متنوعة من بينها فعاليات خاصة بشهر رمضان والأعياد ومهرجان أكل أول ومهرجان المناطيد إضافة إلى ورش فنية وفعاليات مخصصة للأطفال وغيرها وبدأت عمليات تطوير ميناء الدوحة وتحويله إلى مرفق سياحي ومرفأ لرسو السفن السياحية في أعقاب تدشين ميناء حمد جنوب الدوحة في سبتمبر أيلول عام 2017 بصفته أحد أكبر موانئ منطقة الشرق الأوسط والذي بات بوابة قطر إلى أكثر من 150 وجهة حول العالم وساعد موقع الميناء القديم المميز على كورنيش الدوحة وقربه من عدة مواقع ثقافية ورياضية من بينها متحف قطر الوطني ومتحف الفن الإسلامي وملعب 974 الرياضي والمحطة الرئيسية للانطلاق نحو منتجع جزيرة البنانا في زيادة الإقبال على زيارته ساعد موقع الميناء القديم المميز على كورنيش الدوحة في زيادة الإقبال وحول مراحل تطوير ميناء الدوحة القديم قال وزير المواصلات القطري جاسم بن سيف السليطي إن عملية إعادة التطوير الشاملة للميناء شملت تأسيس بنية تحتية رائدة في قطاع السفن السياحية تتماشى مع أرقى المعايير العالمية الأمر الذي يرسخ مكانة قطر سياحيا مشيرا إلى أنه منذ تحويله إلى ميناء سياحي تحققت إنجازات هامة مكنت الميناء القديم من أن يصبح محطة للسفن السياحية كما أصبح وجهة لرحلات السفن السياحية العملاقة التي تديرها شركات سياحية عالمية مثل شركة أم أس سي ومجموعة تي يو آي غروب للسياحة والسفر وغيرهما ما ساهم في تضاعف أعداد السياح خلال المواسم السياحية الأخيرة وبرز دور ميناء الدوحة القديم خلال استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم خلال شهري نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول 2022 إذ استقبل 59 يختا خاصا من مختلف دول العالم وثلاثة فنادق سياحية عائمة من بينها سفينة إم إس سي ورلد يوربا وهي أول فندق عائم من فئة خمس نجوم خصصت لمشجعي المونديال وتضم 2633 كابينة وتتسع لـ6700 راكب كما تضم ست برك سباحة و13 مطعما وقد وفر الميناء 30 مركبا خشبيا تقليديا سنبوك خيارا إضافيا للمشجعين ويشكل الممشى أحد الملامح الرئيسية للميناء القديم ويعد ملاذا لراكبي الدراجات الهوائية وهواة رياضة المشي ويصل طول مساراته إلى نحو ثمانية كيلومترات ويشير الباحث في التراث الشعبي الخليجي صالح غريب إلى الدور التاريخي الذي لعبه ميناء الدوحة في الجانبين الاقتصادي والسياحي لافتا إلى أنه كان خلال عقدي الستينيات والسبعينيات مقصدا للسباحة وكنا نذهب إليه لمشاهدة سفن الصيد ويوضح غريب لـالعربي الجديد أن ميناء الدوحة كان المنفذ البحري التجاري الأكبر في قطر ومرسى للسفن الكبيرة المحملة بالبضائع من مواد غذائية ومعدات البناء وغيرها والقادمة من سلطنة عمان والكويت وإيران وغيرها إلى جانب السفن الخشبية المخصصة لصيد الأسماك كما كان الميناء نقطة انطلاق للمسافرين بحرا إلى المنامة أو مسقط والمدن الإيرانية ويضيف قبل أن يتحول إلى ميناء تجاري كان نقطة الانطلاق الرئيسية في رحلات الغوص للبحث عن اللؤلؤ وهي مهنة الآباء والأجداد في قطر وفي غيرها من دول الخليج العربي قبل عصر النفط وذلك عبر المحامل التقليدية وأقيمت بجانبه فرضة للصيادين كانت تشهد ساحتها يوميا عمليات بيع السمك الطازج القادم من البحر ونصب على مقربة من الفرضة مقهى الصيادين والذي لا يزال يفتح أبوابه حتى اليوم باسم مقهى حالول وبلغت كلفة تطوير ميناء الدوحة القديم ملياري ريال قطري نحو 550 مليون دولار أميركي بحسب البيانات الرسمية ويمتد على مساحة تبلغ 800 ألف متر مربع ويحتوي على محطة رئيسية للمسافرين بحرا يمكنها أن تستقبل أكثر من 300 ألف سائح سنويا ويحتوي الميناء بين جنباته إلى جانب المسطحات الخضراء مجمعا لحاويات الشحن كسوق صغيرة وشيد فيه حي مستوحى من العمارة القطرية خصوصا البيوت الواقعة على الساحل ومنطقة متعددة الاستخدامات تضم 50 مقهى ومطعما وأكثر من 100 محل تجاري كما يتضمن 150 شقة فندقية وفندقا رئيسيا قوامه 30 غرفة وإضافة إلى سوق الأسماك الجبرة المطل على البندر وهو مرسى السفن لتسهيل عملية نقل الأسماك مباشرة إلى السوق يوفر الميناء مرافق للرياضات المائية تتيح للزوار معدات وآلات ومستلزمات بحرية كأدوات الصيد ومعدات الغطس والسباحة وعلى طول الشارع الرئيس للميناء وعلى أطراف المسطحات الخضراء ثمة ممشى مخصص لهواة المشي وراكبي الدراجات الهوائية ويستعد ميناء الدوحة القديم لاستضافة النسخة الأولى من معرض قطر للقوارب 2024 خلال الفترة من السادس إلى التاسع من نوفمبر تشرين الثاني 2024 ومن المتوقع أن يضم المعرض علامات تجارية عالمية وشركات محلية وإقليمية ودولية لبناء السفن ويتوقع أن يستقبل 20 ألف زائر و495 من العلامات التجارية المتنوعة وتتمحور الأهداف الأساسية لإقامة المعرض حول تعزيز مكانة قطر على خريطة السياحة البحرية الإقليمية والعالمية وإقامة فعالية كبرى دائمة تسهم في الترويج للدولة واستقطاب السياح والمختصين في القطاع البحري وفق بيان سابق لإدارة ميناء الدوحة القديم وشهد موسم السياحة البحرية في قطر 2023 2024 زيادة ملحوظة بلغت 38 مقارنة في الموسم السابق مع استقبال 375 ألف زائر عبر 73 سفينة بحرية كما شهد أيضا زيادة بنسبة 83 في عدد ركاب التحول الجزئي وصل إلى 68 ألف راكب