ميغيل غوميز 2 2 مهمة المخرج إيجاد جمال في العالم والتقاطه
(*) في مراجعات عدّة لفيلمك، عند الإشارة إلى المشاهد التسجيلية/الوثائقية، يُذكر اسم كريس ماركر كثيراً. لكنْ، يمكن العودة إلى الوراء في تاريخ السينما، والإشارة إلى فرنسيين آخرين، مُصوّري أفلام وظّفهم الأخوان لوميير في أسفارهما في العالم لتصوير مشاهد وثائقية في نهاية القرن الـ19 وبداية القرن الـ20.
بالفعل. في عصر السينما الصامتة، كما في بداية عصر السينما الناطقة، كانت هناك فكرة اكتشاف العالم عبر السينما. في الغرب، قام الأميركيون والأوروبيون بذلك، وأيضاً السوفييت. اخترعوا قطار السينما، المسافر في كلّ البلاد، بما في ذلك غرف التوليف والعرض. بالنسبة إلي، هذه الفكرة مهمّة جداً: السينما تشيخ، والعالم يشيخ جداً، ويبدو أنّ كل شيء تآكل، ونحن نعرف كل شيء بالفعل. على النقيض تماماً مما كان يحدث قبل مئة عام، عندما كان السفر، أو الذهاب إلى السينما، يوفّر إمكانية البراءة والاكتشاف. هذا يزداد صعوبة، لأننا رأينا صُوَراً كثيرة، وأناساً كثيرين، وسينما كثيرة. علينا أنْ نستعيد ذلك. لا أعرف كيف بالضبط، لكنّي أحاول.
(*) هل تصف نفسك صانع أفلام إثنوغرافياً؟
كريس ماركر مرجعٌ لي طبعاً. قبله، روبرت فلاهيرتي الذي ابتكر، بأفلام مثل نانوك، أسلوباً شعرياً لعرض الواقع. أنا مهتمّ بتصوير أشخاص يفعلون أشياء مختلفة عمّا أراه في لشبونة، أو أفعله بنفسي. أعتقد أن مهمّة المخرج إيجاد جمالٍ ما في العالم والتقاطه. جمال في حركات الناس، أثناء تناول الطعام، في العمل، أينما يفعلون شيئاً من دون التفكير في الكاميرا. جمال الأشياء الموجودة بحدّ ذاتها.
(*) لكنّك تُكمل هذا المستوى ببُعدٍ آخر، خيالي. لماذا؟
أعجبتني فكرة رجلٍ مذعور قبل زفافه هارب إلى البعيد، تلاحقه خطيبته. هو روح حزينة تائهة، وهي قوة دافعة نابضة بالحياة، ولديها هدف. في أفلامي، أحاول بطرق مختلفة إقامة هذا الحوار بين عوالم متوازية: الواقع الموجود هناك وعالم السينما الذي أبقيه مُصطنعاً عمداً، لأنّي لا أريد خداع المتفرّج ليعتقد أنّه يرى الواقع. بل على العكس تماماً.
(*) يقف هذا المستوى المُخترَع في تناقضٍ صارخ مع الصُور التسجيلية، الدائرة أحداثها في حقبة مختلفة، والمُصوَّرة في
ارسال الخبر الى: