ميراث العسكر في السودان
٥٩ مشاهدة
بسقوط تلك الدول في مستنقع الانقلابات العسكرية تمزقت جيوشها الوطنية وغدت أوطانهم بأكملها حلبة للصراع بين قطاعات الجيش المتناحرة، والقطاع الفائز يقوم بالتخلص من قادة القطاع الآخر ورموزه من خلال إرسالهم لفرق الإعدام، ولا شك في أن تلك الحالة الفوضوية كانت تخدم مصالح أطراف دولية وإقليمية، ولذلك فقد أصبح مواطنو تلك الدول فريسة الفقر وانعدام الأمن.
لا تخلو أي دولة في العالم من وجود جيش لها يحميها من العدوان الخارجي، ولكن أن يتحول الجيش لحلبة صراع فهذا لا يعني إلا أن الجيش قد حاد عن أهدافه الأساسية التي بني من أجلها، ومن الملاحظ أن الكثير من قادة تلك الانقلابات يحرصون على إثبات وجود ظهير شعبي وجماهيري لهم، لإقناع الرأي العام العالمي والإقليمي أن حركتهم لم تكن إلا استجابة للجماهير الغفيرة، وهم يستمرون في نهجهم هذا حتى لو أدى ذلك إلى تفتيت الجيش نفسه، كما فعل الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي بتحويل الجيش إلى مليشيات يقودها بعض أبنائه من أجل الاستمرار في حكم البلاد.
لا شك أن ما يحدث حالياً في السودان هو نتاج معبر عن تلك الانقلابات، فالسودان بلد غني بالعديد من الموارد الطبيعية ولطالما كان مطمعاً للعديد من الأطراف، ولو عدنا لتاريخ هذا البلد منذ الستينات وحتى اليوم سنجد أنه شهد العديد من الصراعات المختلفة بين قوى الجيش والتي كان الشعب السوداني نفسه ضحيتها، ولعل انقلاب عمر البشير في العالم 1989 كان أحد نماذج تلك الانقلابات، وقد سبقه الكثير من الانقلابات الأخرى، كما شهد عصره صراعات عدة راح ضحيتها
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على