حفر مونتي سييربي الغامضة آثار حضارة وشاهد على الاستعمار
في البيرو حيث تتعانق الطبيعة مع عبق التاريخ، يواجه الباحثون منذ أكثر من 90 عاماً لغزاً أثرياً غامضاً: شبكة هائلة تضم أكثر من 5200 حفرة محفورة في الجبل المعروف باسم مونتي سييربي، يبلغ طولها كيلومتراً ونصف كيلومتر، وعرض كل حفرة مترين وعمقها متر واحد. اكتُشفت هذه التحفة الأثرية عام 1930، ومنذ ذلك الحين، حيّرت علماء الآثار حول سبب وجودها ووظيفتها، وسط تخمينات تراوحت بين التخزين والدفاع العسكري، أو حتى اعتبارها أغراضاً رمزية.
على مر العقود، تعدّدت النظريات حول هذه الحفر الغامضة: شبكة لتخزين المياه، أو خنادق دفاعية، أو حدائق زراعية مرتفعة. لكن الدراسات الحديثة، بما في ذلك تحليل بيانات الطائرات من دون طيار من جامعة كامبريدج البريطانية، كشفت أن الحفر ليست عشوائية، بل مقسّمة وفق أنماط هندسية دقيقة ونظام محاسبي أوّلي يشبه أساليب تسجيل الموارد وتبادلها في العصور القديمة.
حضارة تشينشا وأسواقها الجبلية
تشير الأدلة إلى أن هذه الحفر تعود إلى حضارة تشينشا التي ازدهرت في بيرو بين عامي 900 و1450 ميلادي. يبدو أن الشبكة كانت سوقاً مرتفعةً يستخدمها السكان المحليون لتبادل الحبوب والخضراوات والبضائع مع مجتمعات أخرى. كما أثبت التحليل وجود بقايا نباتية قديمة، بما في ذلك الذرة التي نقلت عمداً إلى قمة الجبل.
This could indicate that Monte Sierpe constituted a monumental system of accounting during the Inca period, administered by the Inca state for the collection of tributes 9/14 pic.twitter.com/NdwckdmTsH
— 🅰ntiquity Journal (@AntiquityJ) November 10, 2025
يقول عالم الآثار جاكوب بونجرز إن هذا النظام يعكس طريقة مبتكرة لتخزين الموارد الزراعيةرها، ونظاماً اجتماعياً اقتصادياً متقدماً قبل وصول الإنكا. وعندما ضمّت الإنكا أراضي تشينشا، استمر استخدام الحفر جزئياً لجمع الضرائب والمحاصيل، ما يؤكد أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية.
/> علوم وآثار التحديثات الحيةاكتشاف آثار طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة في ليبيا
كشف الأنماط المخفية
أظهرت الطائرات من دون طيار أنماطاً هندسية دقيقة في توزيع الحفر، تكشف عن تخطيط منهجي يفوق مجرد التخزين العشوائي. بعض الحفر كانت مملوءة
ارسال الخبر الى: