مومياوات اليمن بين الإهمال والاستثمار المعرفي ملف أثري يطرق أبواب الاقتصاد الثقافي
يمن إيكو|أخبار:
كشف تقرير بحثي حديث عن حقائق صادمة موصولة بمفارقات العبث بمومياوات اليمن، وتحولها رغم ذلك العبث إلى مادة استثنائية تناقش في المنابر الدولية، موثقاً مسار أربعة عقود من الإهمال الذي طال هذا الإرث اليمني الأصيل منذ اكتشافه في عام ١٩٨٣م وصولاً إلى العثور بعض تلك المومياوات في النفايات مؤخراً، وفقاً لما نشره موقع نافذة اليمن، ورصده موقع “يمن إيكو”.
وأكد التقرير- الذي قدمه الباحثان اليمنيان محمد عطبوش وأمجد إسماعيل عبدالمغني، في مؤتمر الدراسات العربية بباريس- أن المومياوات اليمنية لم تُستثمر علمياً أو ثقافياً رغم قيمتها العالمية، وظلت حبيسة غياب الاهتمام المؤسسي، عبر الحكومات المتعاقبة، ما حرم البلاد من رافد اقتصادي وسياحي يدر على البلاد دخلاً وفيراً بالعملة الصعبة.
واعتبر الباحثان- في تقريرهما- ما حدث جريمة بحق الذاكرة التاريخية لليمن وبقاياه الحضارية. موضحين أن معظم الدراسات المتوفرة مكتوبة بالعربية، وهو ما أدى إلى تغييبها عن القارئ والباحث الغربي، وبالتالي تراجع الحضور الدولي للإرث العلمي اليمني.
وأبرز التقرير إشارات فلسفية في النقوش اليمنية القديمة حول مفاهيم “الحياة بعد الموت”، وارتباطها بمفردات مشابهة في الحضارة المصرية، إضافة إلى شهادات تاريخية دقيقة لمؤرخين مسلمين وصفوا المومياوات ومحتويات مدافنها. هذه المقاربات فتحت الباب أمام إمكانية بناء مشاريع بحثية عابرة للتخصصات، تجمع بين التاريخ والأنثروبولوجيا والعلوم الحيوية.
ولفت التقرير إلى أن إعادة الاعتبار لملف المومياوات يتطلب استراتيجية وطنية تضع التراث ضمن أولويات الاقتصاد الثقافي، وتحوّله من عبء مهمَل إلى مورد إنتاجي.
يشار إلى أن حضور ملف المومياوات اليمنية في مؤتمر باريس يُعد إشارة قوية إلى أن اليمن، رغم ظروفه، ما يزال قادراً على أن يكون حاضراً في خريطة الإرث الإنساني العالمي إذا جرى استثمار كنوزه التاريخية بجدية، ووفق خطة عمل علمية مدروسة، حسب الباحثين.
ارسال الخبر الى: