موقع عبري إسرائيل تكشف فجوة استخباراتية عميقة داخل أنفاق رفح

متابعات..|

رغم مرور نحو شهرين على انفراد الجيش الإسرائيلي بالسيطرة الميدانية على مدينة رفح، وما يروّجه الاحتلال عن “سيطرة استخباراتية كاملة” على شبكة الأنفاق جنوب قطاع غزة، تتكشف يومًا بعد يوم ثغرات كبيرة في معرفته بما يجري تحت الأرض، كان أبرزها اعترافٌ ضمني بعدم علمه بوجود عبد الله حمد، نجل القيادي في حركة حماس غازي حمد، داخل أحد الأنفاق إلا بعد مقتله.

ووفق تقديرات نقلها موقع “ماكو” العبري عن مسؤول عسكري رفيع، فإن الكثير من عناصر حماس قتلوا في الانفاق إما نتيجة عمليات هندسية خاصة نفذتها وحدات مثل “يهلوم” لتحديد مواقع الأنفاق وتدميرها، أو اثناء محاولتهم الخروج من الانفاق.

لكن الحدث الذي اعتبره مراقبون دليلًا واضحًا على ضعف المعرفة الاستخباراتية هو ما كشفه الموقع العبري نفسه: “من بين المسلحين الذين قتلوا بعد خروجهم من الأنفاق كان عبد الله حمد… ولم تكن إسرائيل تعلم بوجوده هناك”.

هذا الاعتراف ينسف إلى حد كبير الرواية التي يروّجها الجيش الإسرائيلي عن “متابعة دقيقة” لكل حركة داخل الأنفاق، ويعكس، بحسب محللين، فجوة استخباراتية عميقة رغم السيطرة الميدانية على رفح منذ شهرين.

وفي السياق نفسه، يدّعي العدو الإسرائيلي أنه كان بين 150 و200 من عناصر المقاومة داخل الأنفاق عند اكتشاف وجودهم في أكتوبر الماضي، وأن أكثر من 30 قُتلوا خلال محاولاتهم الخروج إلى السطح، معظمهم في الأسبوعين الأخيرين.

ومع تواصل القصف الجوي والبري في مختلف مناطق رفح، يرافق جيش الاحتلال عملياته بحملات هندسية تهدف إلى تفكيك بنية الأنفاق، بينما تشير تقارير عبرية إلى أن عناصر المقاومة يخرجون يوميًا من تحت الأرض.

وتؤكد هذه التطورات أن إسرائيل، رغم السيطرة الواسعة على رفح، لا تزال تفتقر إلى المعلومات التفصيلية حول ما يجري في عمق الشبكات الأرضية، ومن يتواجد فيها، وكيف تتحرك خلايا المقاومة بعيدًا عن أعين جيش الاحتلال وأجهزته.

وهي معطيات يقول خبراء إنها تقوّض الثقة بالخطاب الإسرائيلي حول “الحسم” و“السيطرة الكاملة” على الجيب الأخير جنوب القطاع.