موسم انهيار الدولار والمخدرات الاقتصادية
خلال الفترة الماضية، خرجت علينا توقعات متشائمة أقرب إلى الشعارات تتحدث عن مستقبل مظلم للدولار في ظل تصاعد الحرب الاقتصادية بين الصين وأميركا، والخلافات الحادة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين وفي المقدمة الاتحاد الأوروبي وكندا واليابان، واشتعال حرب العملات بين الدولار واليوان الصيني.
من عينة تلك التوقعات الصادر معظمها عن جهات غير موثوق بها طلت علينا تلك العناوين الرنانة: انهيار الدولار على الأبواب، ووداعا للدولار، وموسم سقوط الدولار، وسقوط مدو للدولار، والسقوط الكبير للدولار، وانهيار الدولار في العام 2025، أو نهاية الدولار بما هو عملة احتياط عالمية، وقرب نهاية سطوة الدولار على باقي العملات الرئيسة ومنها اليورو الذي استعاد تألقه، وثقة العالم وأسواقه في العملة الأميركية تتآكل بشكل حاد، والبنوك المركزية العالمية تبدأ في التخلص من الدولار واستبداله بالذهب أو العملات الأخرى، وما يصاحبها من شعارات أخرى منها أن النظام المالي والمصرفي الأميركي يتهاوى بشدة، وأن هناك تحوّلا هيكليا في النظام المالي العالمي، مع التذكير بتجربة انهيار الجنيه الإسترليني بعد الحرب العالمية الثانية في العام 1945.
بل إن مواقع عربية استعانت بآراء لمن أطلقت عليهم خبراء اقتصاد يتحدثون بثقة شديدة يحسدون عليها عن انهيار الدولار خلال أشهر قليلة، وأن الورقة الخضراء ستتحول إلى عملة تشبه عملات جمهوريات الموز التي لا قيمة لها ويتم وزنها بالكيلو عند شراء سلعة، وأن على حائزي الدولار سرعة التخلص منه وحيازة عملات أخرى منها ما هو محلي، وأن الهيمنة العالمية للدولار، والتي استمرت نحو 80 عاما، تقترب أخيرا من نهايتها، وهذه النغمة تتردد أكثر في الدول التي تشهد تعويمات مستمرة لعملاتها الوطنية، أو أن عملاتها تعاني من تراجع مستمر مقابل الدولار.
لكن هذا لا يمنع من أن بعض التقارير والتحليلات الجادة بدأت تطرح أسئلة مهمة وحيوية منها: هل نحن أمام أزمة مؤقتة للورقة الخضراء، أم بداية نهاية الدولار بما هو عملة احتياط عالمية؟ وماذا يحدث للاقتصاد العالمي إذا انهار الدولار؟ وكيف تتعامل دول مجموعتي السبع الصناعية والعشرين وغيرهما من التكتلات الاقتصادية مع
ارسال الخبر الى: