مواطنون لا رعايا

يمنات
عبدالوهاب قطران
الحرية لمن تبقّى في سجون صنعاء بتهمة النية للاحتفاء بالعيد الثالث والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة.
منذ ثلاثةٍ وستين يومًا وأخي عارف محمد قطران ونجله الشاب عبدالسلام عارف قطران مغيّبان خلف القضبان. ومنذ الثالث والعشرين من أكتوبر الماضي ،منذ شهر تحديدا انقطعت أخبارهما تمامًا؛ فقد نُقلا من سجن ريمة حميد بمديرية أمن سنحان إلى جهة مجهولة، ومنذ تلك اللحظة لا نعلم: أهما أحياء أم أموات؟ أصحّاء أم مرضى؟ جياع أم يجدان لقمة تسند الجسد؟
نُقلا من قبل استخبارات شرطة علي حسين إلى سجنٍ يستحيل الوصول إليه، ومنع عنهما حق الزيارة والتواصل والاتصال، بلا مبرر، وبلا سندشرعي اوقانوني، وبلا احترام لأدنى حقوق الإنسان في هذا البلد المنهك.
لقد أُخفيا قسرًا، وكأنهما إرهابيان لا مواطنان. جرى انتهاك كل حقوقهما الدستورية والقانونية:
حقّهما في الإحالة للقضاء خلال ٢٤ ساعة،
وحقّهما في معرفة التهمة،المسندة لهما
وحقّهما في الاستعانة بمحامٍ،
وحقّهما في الاتصال بأهلهما،
وحقّهما في مقاضاة من اقتحم منزلهما في همدان بلا أوامر قبض قضائية، ثم اقتادهما إلى زنازين سياسية بلا تهمة، وبلا تحقيق، وبلا إذن قضائي، وبلا قضية منظورة امام القضاء.
إنه قانون الغلبة… شريعة الغاب… سلطةٌ لا ترى في الناس إلا عبيدًا، وفي البلاد إلا غنيمة. سلطةٌ طغت في البلاد و أكثرت في الأرض الفساد. نسأل الله أن يصبّ عليها سوط عدله، فقد أرهقت العباد واستضعفتهم وأفرغت هذا الوطن من كرامته.
شهرٌ كامل لا نعرف شيئًا عن أخينا وابنه.
لا زيارة… لا اتصال… لا خبر.
لماذا؟ وبأي حق؟
استنجدناهم بحقّ الاخوة بلا جدوى.
تكاثر السماسرة والمتهبشين، يدّعون أنهم التقوا بهما في السجن، ويطالبوننا بتحويل مبالغ مالية تحت مسمى “صرفه”.
ونحن لانعرف باي سجن هم!
اهم شيء حول صرفة بااسم فلان وعلان !
وقبل نقلهما من سنحان، كان آخرون يبتزّوننا:
“ادفعوا… وإلا سيُسلَّمون للاستخبارات!”
نحتفظ بكل الرسائل… ولكن الشكوى لمن؟
للجلاد نفسه؟!
أيعقل أن تُخطف المواطن، وتحبسه، وتصادر حقوقه، ثم تطلب منه — وهو الجائع الذي لا يجد
ارسال الخبر الى: