مهرجان كايروترونيكا خطوات الاستحواذ على الغيوم
23 مشاهدة
جاء عنوان تجاوز الطبيعة Out Natured مظلة عريضة لاحتضان الإبداعات والتجارب والقفزات الابتكارية المتنوعة لأكثر من 50 فنانا من 21 بلدا شاركوا في الدورة الرابعة من مهرجان كايروترونيكا الثقافي الدولي في القاهرة الذي بدأ في الحادي والعشرين من الشهر الجاري ويتواصل حتى بعد غد الاثنين عكست فعاليات المهرجان وأعماله المعروضة في ساحات روابط والهنجر والجراج والفاكتوري ومدرار وسط العاصمة المصرية أحدث الصيغ الإبداعية والفنية التفاعلية الممسوسة دائما بالصيحات التكنولوجية والعلمية ما يؤكد جسامة تحولات العالم الراهن وسرعة انطلاقه من حيز الحقيقة إلى فضاءات الخيال أبرزت التظاهرة كيف أن المهرجان الذي نشأ عام 2016 فكرة لتعزيز الوسائط الجديدة قد بلغ مدى واسعا من النضج والتطور في ثيمات انزياحية كثيرة يندمج فيها الفن والتكنولوجيا منها تجارب الواقع الافتراضي والمنحوتات التفاعلية والألعاب الإلكترونية والفيديوهات والتركيبات البصرية والصوتية وغيرها من التجليات التي تخاطب الحواس المتعددة صيغ إبداعية وفنية تفاعلية تؤكد جسامة تحولات العالم لم تدر أعمال كايروترونيكا 2025 في فراغ وإنما وظفت جميعها إمكاناتها التي تتجاوز الطبيعة وتفارق قوانينها لصالح الانتصار للإنسان والإنسانية على الحياة الآلية والمصنوعة والجامدة وإعادة صياغة مفاهيم وقيم وفرضيات منسية كالتوازن البيئي والاستدامة والكفاية والانسجام الاجتماعي وغيرها على نحو أكثر عدالة وشفافية ومرونة ومصداقية هذا الوعي المتأصل السائد هو المفتاح بل كلمة السر للإطلال على طبيعة أعمال المهرجان التي تطمح إلى تخيل مستقبل جديد للبشرية بل خلقه إذا استلزم الأمر والعمل على تأسيس عوالم بديلة تقاوم الانهيار الكائن ويتحقق هذا الحلم من خلال التعاون الحميم بين الفنون والعلوم والتقنيات في منظومة واحدة بما يعني إيجاد حلول أكثر شمولية وعمقا ومنطقية وجنونا في وقت واحد للمخاطر والأزمات والتحديات المحيطة بالإنسان تعددت رؤى المهرجان وأطروحاته بتعدد أصابع الفنانين المشاركين من مصر وفلسطين والسعودية والكويت وتونس وإيران واليابان وكندا والولايات المتحدة وإسبانيا وهولندا والتشيك وألمانيا وبريطانيا ونيوزيلندا وغيرها أوجدت الفنانة الهولندية نوا جاسما تصميمها الخاص بشأن العلاقة المتبادلة مع العالم الذي يتجاوز حدود البشر وذلك في إطار المشروعات التي تتبناها مؤسسة باي كلاود بشأن تحويل الظواهر الطبيعية إلى موارد قابلة للاستغلال جاءت فكرتها بيع السحب لتصور من خلال الفيديوهات التفاعلية كيف يوجد مالكون افتراضيون للسحب نموذجا للسيولة والمجانية يشكك في صحة النماذج الرأسمالية الراسخة وفي هذا التركيب الفني يستلقي شخص على ظهره فوق العشب ناظرا إلى السحب المتساقطة أعلاه مع رموز الاستجابة السريعة والأسعار المرفقة في سوق افتراضية للمضاربة تتخذ هيئة موقع إلكتروني اقتصادي ويجرى توجيه كل خطوة من خطوات الاستحواذ على السحب باستخدام تقنيات الوسائط الجديدة مع توقيع عقود افتراضية لإثبات الملكية ومع تزايد انبعاثات الكربون تزداد قيمة السحب في جميع الأسواق العالمية الكبرى القائمة على الندرة والطلب وفي عملها 4004 تستكشف الفنانة الإسبانية جوانا مول طبيعة العلاقة بين الرأسمالية التكنولوجية وتدهور المناخ والنظم البيئية الأساسية ويشير عنوان عملها البصري إلى أول معالج دقيق تجاري جرى تطويره عام 1971 لشركة إنتل ما شكل بداية عهد تكنولوجي جديد وتبرز الفنانة التراجع المقلق في أعداد الحشرات التي تعد عنصرا أساسيا في البنية التحتية البيئية بالتوازي مع النمو المطرد لهذه المعالجات الدقيقة وفي حين تقترح الإسبانية مار أوسيس في عملها الفني XXXGel سردا افتراضيا لقدرات الجسد في ما تسميه عصر الفارما بورنوغرافيا وهو عصر يتسم بالإدارة التقنية للجسد وللجنس فإن الفنانة الكندية من أصول إيرانية راه إيليه تشخص في عملها كاندي فليب إيقاعات جسدانية تومئ إلى التمرد والتحرر من خلال الرقص والانسيابية ويستخلص الياباني كاتسوكي نوغامي ذاكرة الجسد في منحوتاته التفاعلية وأعماله التصويرية ويراهن التشكيل البصري نهري يرافقني لكل من الكندي جولي ناجام والنيوزيلندي جونسون ويتيرا على بقاء الطبيعة نابضة حتى النهاية ما بقي الضمير الإنساني حيا اشتمل المهرجان على فعاليات أخرى متميزة منها النسخة المصرية من مشروع Mock Wild لتطوير أنماط زراعية ومذاقات غذائية وأطعمة مستدامة بواسطة الذكاء الاصطناعي والتركيب البصري الحرارة الكونية للسعودي محمد الفرج وسلسلة أعمال من عكا إلى غزة للتشكيلية الفلسطينية منال محاميد وألعاب بيكربونايز البيئية للمؤسسة التشيكية تشارلز جيمز الهادفة إلى مواجهة تغير المناخ وغيرها