مهاجرون أفارقة يمتهنون جمع البلاستيك في تونس

38 مشاهدة

في حي المنزه السادس بالعاصمة التونسية، يمر المهاجر العاجي جوزف متستراً بظلام الليل على حاويات القمامة ليجمع بعض القوارير البلاستيكية من أجل توفير دخل يؤمن له الحد الأدنى من المصاريف بعد أن أوصدت كل أبواب العمل أمام المهاجرين. يقول المهاجر العشريني لـالعربي الجديد: أختار العمل ليلاً لأنه أقل خطورة، فجامعو البلاستيك المحليين يرفضون أن ينافسهم المهاجرون في رزقهم، لكننا مجبرون على العمل، ونكتفي بالقليل الذي يتركونه في مكبات القمامة. هو عمل شاق وخطر، لكنه وسيلة للبقاء، وضمان الحد الأدنى من الحياة الكريمة في بلد اللجوء.

ولم تعد ظروف العمل مهمة بالنسبة للمهاجر الشاب، فكسب قوته، وحماية نفسه من الاعتداءات العنصرية، ومن الملاحقات الأمنية أهم بكثير بالنسبة له من مخاطر النفايات التي يجمعها. يقول وهو ينبش حاوية عثر فيها على بعض الملابس القديمة: أعتبر نفسي محظوظاً اليوم، فقد جمعت عدداً كبيراً من القوارير وبعض الملابس. ربما لم يأت جامعو البلاستيك المحليين إلى هنا بسبب الطقس الحار.

يتابع: ربما أبيعها لاحقاً عن طريق وسيط بنصف الثمن، فأغلب مستودعات المجمعين ترفض قبول بضاعة المهاجرين خشية اتهامهم بمساعدتنا. يبيع المهاجر الكيلوغرام الواحد من البلاستيك بما يتراوح بين 600 و800 مليم عن طريق الوسطاء، ما يوفر له دخلاً لا يتعدى 10 دنانير يومياَ (3,2 دولارات)، وهو مبلع يكفي بالكاد للطعام والمأوى. أنا طالب لجوء منذ سنتين، ولم أجد عملاً رسمياً، ولا أملك المال الكافي للهجرة نحو أوروبا، ولم يبق لدي خيار سوى العودة الطوعية إلى بلدي، وربما أرتب الأمر قريباً بعد التسجيل على قائمة طالبي الترحيل لدى المنظمة الدولية للهجرة.

ويتجوّل عشرات المهاجرين في ساعات مختلفة من اليوم في الأزقة الخلفية للعاصمة تونس وغيرها من مدن الولايات، حاملين أكياساً كبيرة، أو يجرون عربات حديدية، يجمعون فيها قوارير الماء، ومخلّفات البلاستيك. وهم كغيرهم من جامعي البلاستيك يعملون من دون معدات واقية، وتحت شمس حارقة صيفاً، وفي ظل البرد شتاء، وسط نفايات مختلطة قد تكون مصدراً للأمراض والمخاطر.

وتغيب الإحصائيات الرسمية حول أعداد المهاجرين العاملين في

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح