خضعت المؤسسة الدولية لإعلام المرأة IWMF للحملة التي شنها أنصار الاحتلال الإسرائيلي ومواقع إخبارية يمينية على الصحافية الفلسطينية مها الحسيني وسحبت جائزة الشجاعة في الصحافة لعام 2024 منها في خطوة تعكس مدى استعداد المنظمات التي ترفع راية الحريات والحقوق وتحديدا راية دعم النساء للتخلي عن كل مبادئها حين يتعلق الأمر بالفلسطينيين والفلسطينيات الذين يواجهون الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي وأعلنت المؤسسة الدولية لإعلام المرأة في بيان اليوم الخميس أنها أخذت علما خلال الساعات الـ24 الماضية بتعليقات أدلت بها مها الحسيني خلال السنوات الماضية والتي تتعارض مع قيم المؤسسة وأضافت نتيجة لذلك سحبنا منها جائزة الشجاعة في الصحافة التي كانت قد منحت لها وشددت على أن مهمتها والجوائز التي تمنحها أساسها النزاهة ومعارضة التعصب وأنها لم ولن تتغاضى أو تدعم الآراء أو البيانات التي لا تلتزم بهذه المبادئ هذا هو النص الكامل للبيان الذي أصدرته المؤسسة الدولية لإعلام المرأة التي لم تتكبد عناء تقديم المزيد من التفاصيل حول التعليقات التي أدلت بها مها الحسيني والتي تتعارض مع مبادئها وطبعا لم تعلن عن أي تحقيق أو إجراء سبق أو تلا قرارها بسحب الجائزة من الصحافية الفلسطينية التي لم تعلق على القرار إلى الآن المؤسسة الدولية لإعلام المرأة مقرها العاصمة الأميركية واشنطن تأسست عام 1990 ومهمتها خلق منصات إعلامية إخبارية أكثر تنوعا وتمثيلا وأمانا للنساء والصحافيين غير الثنائيين وتكرم جائزة الشجاعة في الصحافة التي تمنحها صحافيات لا يمكن إسكاتهن ويجب الاعتراف بقوتهن في مواجهة الشدائد أما مها الحسيني فصحافية فلسطينية تغطي الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق شعبها في غزة وتواجه الشدائد ووحشية الاحتلال ككل الفلسطينيين وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان ومديرة الاستراتيجيات في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في جنيف وتعمل مراسلة لصالح موقع ميدل إيست آي في بيان إعلان منح الجائزة أشارت المؤسسة إلى أن مها الحسيني نزحت مرات عدة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر تشرين الأول 2023 وهي الآن واحدة من الغزيين الذين أصبحوا بلا مأوى لكنها لا تتوقف عن السعي لإعطاء الفلسطينيين صوتا وتسليط الضوء على قصصهم بما في ذلك كفاح امرأة حامل أجبرت على الإنجاب في المنزل وفتاة اضطرت إلى حمل شقيقها المشلول البالغ من العمر ست سنوات لأميال هربا من القصف ونقلت المؤسسة عن مها الحسيني قولها حينها معظم وسائل الإعلام تتحدث فقط عن الأرقام عن القتلى والجرحى أريد أن يتحدث الناس مباشرة عن أنفسهم فسرد قصصهم أهم من أي خبر وقد استخدمت تقاريرها عن الناجين من عمليات الإعدام الميدانية الإسرائيلية دليلا على الإبادة الجماعية في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية ماذا حصل إذا كيف تحولت مها الحسيني من صحافية تكرم على شجاعتها وإصرارها على تغطية الجرائم الإسرائيلية بحق شعبها إلى متهمة خلال يوم واحد بعد أكثر من عشرة أيام على منح الجائزة للصحافية الفلسطينية استنفر أنصار الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسهم إيتان فيشبيرغر وألانا غودمان والمنظمة الصهيونية أونست ريبورتينغ نبشوا تغريدات ومنشورات كتبتها الحسيني خلال السنوات السابقة واتهموها ــ كالعادة ــ بالانتماء لحركة حماس ومعاداة السامية ماذا تضمنت منشورات مها الحسيني التي نبشها أنصار الاحتلال رسم كارتوني من عام 2018 كتب فيه أن مقاومة الاستعمار ليست جريمة بل واجب وآخر يظهر جنديا إسرائيليا يذبح الفلسطينيين وعلقت هي عليه عام 2017 قائلة إن إسرائيل لم توقف جرائم الإبادة الجماعية والقتل الجماعي والتهجير القسري والفصل العنصري منذ عام 1948 هل تكفي هذه التعليقات فعلا لاتهام الحسيني بـمعاداة السامية ناهيك عن الانضمام لحركة حماس التي لم تأت على ذكرها ألم يكن الأجدر بالمؤسسة التي تدعي نصرة المرأة وحرية الصحافة أن تعلن على الأقل عن إجراء تحقيق قبل أن تعلن عن سحب الجائزة من الصحافية الفلسطينية خاصة أن ما ذكرته الأخيرة عن الفصل العنصري والتهجير القسري وثقته منظمات حقوقية دولية سابقا عدا عن أن إسرائيل مثلت أمام محكمة العدل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية خلال الحرب الوحشية المستمرة منذ تسعة أشهر على قطاع غزة المحاصر وذلك ضمن دعوى قانونية رفعتها دولة جنوب أفريقيا تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل قتلت أكثر من 140 صحافيا وعاملا في المجال الإعلامي في غزة منذ بدء عدوانها على القطاع واعتقلت العشرات من الضفة الغربية وغزة وبينهم المراسل المتعاون مع التلفزيون العربي محمد صابر عرب الذي نقل المحامي خالد محاجنة الأربعاء الماضي شهادته عن وحشية ما يعانيه هو وغيره من الأسرى في سجون الاحتلال اعتقل عرب من مستشفى الشفاء في غزة منذ نحو مائة يوم ولم يكن يعلم حتى بمكان احتجازه وفق ما نقل عنه محاجنة وقد أخبره الصحافي بارتقاء شهداء بين صفوف المعتقلين وعن عمليات تعذيب وتنكيل وإذلال إضافة إلى عمليات اغتصاب وقبل عرب تحدث أيضا مدير مكتب العربي الجديد في غزة الزميل الصحافي ضياء الكحلوت عن التفاصيل المهينة والوحشية لاعتقاله الذي دام 33 يوما وبينما تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحافيين بالقتل والاعتقال والتعذيب ينكب مؤيدوها على التحريض ضدهم ففي نوفمبر تشرين الثاني الماضي استهدفت المنظمة الصهيونية أونست ريبورتينغ مؤسسات إعلامية دولية بضربة واحدة أسوشييتد برس ورويترز ونيويورك تايمز وسي أن أن ما التهمة التلميح هذه المؤسسات كانت على علم مسبق عبر المصورين الصحافيين الذين تتعاون معهم في غزة بعملية طوفان الأقصى التي نفذها مقاومو القسام الجناح العسكري لحركة حماس والتي أسفرت عن قتل 1400 إسرائيلي في السابع من أكتوبر هذه الاتهامات التي أقرت المنظمة بأن لا أدلة لديها عليها دفعت مسؤولين إسرائيليين إلى المطالبة صراحة بقتل المصورين والصحافيين الفلسطينيين في غزة واستنكرت حينها منظمة مراسلون بلا حدود الدعوة إلى قتل صحافيين معتبرة أن التصريحات التي تشوه مصداقية مهنة بكاملها غير مقبولة وأضافت المنظمة غير الحكومية في بيان أن السلطات الإسرائيلية انتقلت من تأكيد أنها لا تستطيع ضمان حماية الصحافيين في غزة إلى إصدار تهديدات بالقتل لصحافيين يغطون الصراع بناء على شبهات لم تثبت صحتها حتى الآن وقد رفعت هذه المنظمة أكثر من شكوى للمحكمة الجنائية الدولية من أجل محاسبة إسرائيل على جرائم قتل الصحافيين وفي مايو أيار 2023 نشرت لجنة حماية الصحافيين تقريرا عنوانه نمط فتاك 20 صحافيا قتلوا بنيران القوات الإسرائيلية خلال 22 سنة من دون أن يحاسب أحد انطلقت فيه من جريمة قتل مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة لتوثق مسؤولية جيش الاحتلال عن مقتل 20 صحافيا على الأقل منذ عام 2001 ووجدت نمطا في الاستجابة الإسرائيلية يبدو مصمما للتملص من المسؤولية