أكبر منظمة إسلامية في العالم تطالب رئيسها بالاستقالة على خلفية دعوة شخصية مؤيدة لـ إسرائيل

إندونيسيا – المساء برس|

طالبت جمعية نهضة العلماء، أكبر منظمة إسلامية في إندونيسيا والعالم، رئيسها يحيى خليل ثقوف، بتقديم استقالته خلال ثلاثة أيام أو مواجهة الإقالة، بعد دعوته عالماً أميركياً معروفاً بولائه لـ”إسرائيل” إلى فعالية داخلية أقيمت في شهر أغسطس، وفق ما ورد في محضر اجتماع اطلعت عليه وكالة “رويترز”.

ويكشف القرار غير المسبوق، الصادر عن قيادة الجمعية التي تضم نحو 100 مليون عضو ومنتسب، عن حجم الغضب داخلها من الخطوة التي اعتُبرت خرقاً واضحاً لمبادئ المنظمة وتاريخها الطويل في رفض التطبيع مع الاحتلال ودعم القضية الفلسطينية.

وبحسب محضر الاجتماع، فإن سبب التحرك لا يقتصر على دعوة شخصية “مرتبطة بشبكة صهيونية دولية”، بل يتضمن أيضاً اتهامات بسوء إدارة مالية. وفي تصريحات لـ”رويترز”، أوضح القيادي في الجمعية نجيب عزكا أن المسألة مرتبطة بالدعوة التي وجهها ثقوف للمسؤول الأميركي السابق والباحث بيتر بيركوفيتش، الذي اشتهر بتبرير جرائم الاحتلال في غزة وترويج سردية تنفي الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين.

ورغم اعتذار ثقوف، وتأكيده أن الدعوة تمت “سهواً” دون التحقق من خلفية بيركوفيتش، إلا أن قيادة نهضة العلماء رأت أن حجم الخطأ لا يمكن تجاوزه، خصوصاً في ظل المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة، وفي ظل موقف إندونيسيا الثابت في دعم الشعب الفلسطيني ومعارضة التطبيع.

بيركوفيتش، الذي نشر مقالاً في سبتمبر الماضي حاول فيه تبرير العدوان على غزة وإنكار جرائم الإبادة، يمثل في نظر أعضاء الجمعية امتداداً لآلة الدعاية الصهيونية التي تسعى لاختراق الأوساط الإسلامية حول العالم.

وتعد إندونيسيا من أبرز الدول الإسلامية التي اتخذت موقفاً حازماً ضد الاحتلال منذ اندلاع الحرب على غزة عام 2023، إذ لا تربطها أي علاقات دبلوماسية بكيان الاحتلال.

ويعكس التحرك الحالي داخل نهضة العلماء تمسك القاعدة الشعبية بصلابة الموقف تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، ورفض أي محاولة لتمرير خطاب يبرّر جرائم الاحتلال أو يمنحها غطاء داخل أكبر منظمة إسلامية في العالم.