منتدى دراسات الخليج يختتم الدورة 12
يتساءل الباحث والكاتب البحريني حسن مدن: هل نحن نعيش فعلاً في عالمين أحدهما واقعي والآخر افتراضي؟ أم أنهما يتداخلان، حتى إن ما نحسبه افتراضياً بات واقعياً، ونحن لا ندرك بالضبط في أيهما نقع، وإن ما نقضيه من ساعات في متابعة ما نسميه عالماً افتراضياً، ربما يفوق تلك التي نعيشها في العالم الواقعي الذي سترثه الأجيال القادمة. يقول مدن هذا في مستهل تقديمه إحدى جلسات الدورة الثانية عشرة من منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية التي اختتمت مساء اليوم في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة. وبدا ما فكر ونطق به فلسفياً في صياغته ويومياً عادياً في معاشه، لمجرد أن ينبهنا أحد إلى أسماء قديمة: شمس، شجرة، أرض، إنسان، كأنه يعيد إلينا أسماء حفظناها، وعلينا أن نؤكد اليوم ما حفظناه.
والسؤال لا يطرح وسائط التواصل بوصفها أدوات تقنية محايدة، بل يضعها في موقع البنية الفاعلة التي تعيد تشكيل الوعي، والسلوك، والسياسة، وتخفي حد التعمية، وتكشف بوضوح حد النهار، وتعمل على تقديم شخصياتها المستقلة رقمياً. يبدو العالم الافتراضي محتقناً أحياناً، بينما لا يكون الأمر هكذا في الواقع المرئي في المجالس، والديوانيات، والسبلات. يبدو هذا العالم مجالاً لاختبار مزاج عام والتعبير عنه، مثلما تتدخل في إدارته ورأيه العام منصات وظيفية.
في الهامش
لكن دائماً ثمة فعل في الهامش يؤثر في المركز، بل يدفعه إلى تبني مواقف تنسجم مع الفعل السياسي الذي يعبر عن ذاته بطرق غير تقليدية، مثل مجموعات واتساب. يحدّثنا هنا في إحدى جلسات اليوم من الكويت فهد الفضالة الأمين العام لمنتدى التطوير الوظيفي الخليجي حين عالجت ورقته وسائط التواصل بوصفها فعلاً سياسياً، وبرزت فيها مجموعة الثمانين في الكويت، وهي كما قدّمها ليست قوى سياسية بالمعنى التقليدي، لكنها تمتلك حضوراً رقمياً يتجاوز أحياناً حضور المؤسسات الرسمية.
ثمانون، يعني الرقم أنها مجموعة صغيرة، ومن ثم هي أحد نماذج المجموعات التي تعتمد على وسائط التواصل الاجتماعي أداة استراتيجية مؤثرة في الرأي العام وصنع القرار السياسي. وأظهرت نتائج الورقة التي قامت على المنهج الوصفي
ارسال الخبر الى: