سام برس منتخب اليمن للناشئين انجاز تاريخي وروح يمنيه عالية

بقلم / عادل حويس
في لحظة فارقة تعيد للرياضة اليمنية شيئاً من بريقها المفقود يطل منتخب اليمن للناشئين كحكاية أمل تروى بفخر وكأن هذا الجيل الصغير قرر أن يكتب تاريخا جديدا للكرة اليمنية بقدميه وروحه وحماسه.
فبتأهله إلى نهائيات كأس آسيا بالعلامة والكاملة وبعد خمس مباريات لعبها بثقة وثبات منح المنتخب الجماهير اليمنية شعوراً نادراً بالسعادة وكأنه يقول لكل يمني في الداخل والخارج: ما زال في هذا الوطن ما يستحق الفرح.
جاء الفوز الأخير على لاوس بأربعة أهداف مقابل هدفين ليضع نقطة مضيئة في سجل هذا الفريق الذي بات نموذجاً للالتزام والتطور. قدم اللاعبون أداء مبهرا عكس استعدادا جيدا وفهما عميقا لتعليمات الجهاز الفني فكانت التحركات منظمة واللمسات محسوبة والروح القتالية حاضرة في كل لحظة. لم يكن الفوز مجرد نتيجة رقمية بقدر ما كان انعكاساً لوعي لاعبين صغار يدركون أنهم يمثلون شعبا كاملاً ينتظر منهم بصيص أمل وسط واقع مليء بالتحديات.
تجلت فرحة الجماهير كما لو أنها احتفال بوطن كامل فمع كل هدف كانت ترتفع الهتافات في المنازل والشوارع والمقاهي وتصل صداها إلى قلوب المغتربين الذين تابعوا المشوار لحظة بلحظة. بدا المشهد وكأن المنتخب الصغير استطاع أن يجمع اليمنيين حول شيء واحد وأن يمنحهم شعورا بالانتصار يتجاوز حدود الملعب وزمن المباراة.
هذا الإنجاز لم يكن وليد المصادفة بل ثمرة عمل جاد من الجهازين الفني والإداري اللذين نجحا في تشكيل فريق يمتلك شخصية واضحة وقدرة على المنافسة. لقد أثبت اللاعبون أن كرة القدم اليمنية قادرة على الحياة من جديد وأن الاستثمار في الفئات العمرية هو الطريق الصحيح لصناعة منتخب قادر على رفع اسم اليمن في المحافل الآسيوية والدولية.
ومع هذا التأهل التاريخي يدخل المنتخب مرحلة جديدة مليئة بالتطلعات والتحديات فالجماهير لم تعد تنظر إليه كمجرد فريق ناشئين بل كمشروع بطل يعول عليه لتقديم صورة مشرقة عن اليمن. إن ما صنعه هذا الجيل يتجاوز الرياضة ليصل إلى حدود الرسالة الوطنية: اليمن، رغم كل ما يمر به قادر على أن يصنع الفرح حين