ممداني يا له من درس

30 مشاهدة

في سيرة زهران ممداني دروس عابرة للحدود. شاب نيويوركي من أصول أوغندية هندية، أميركي بالتجنّس، لا يخجل من هويته المركبة، يمزج ثقافات ثلاثاً: أفريقيا وآسيا وأميركا. صعوده بصفة مسلم اشتراكي ديمقراطي جسّد إيمانه بأن العدالة الاجتماعية طريق لا شعار.

وبعد ربع قرن على هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وما خلّفته من ظلال كراهية وتمييز، يقف ممداني على أعتاب منصب عمدة نيويورك، ليقدّم درساً جديداً في التحوّل والتعافي والإنصاف الإنساني. فوزه لامس قلوب ملايين النيويوركيين الذين رأوا فيه تجسيداً للحلم الأميركي، وقد تحرّر من أغلال الخوف والعنصرية في وجه تيار التطرف الشعبوي الذي يعيش عليه دونالد ترامب وأنصاره، الذين فقدوا توازنهم أمام صعود ممداني وما يمثّله من جيل تقدّمي متنوّع في الحزب الديمقراطي. قد يستخفّ البعض بهذا الفوز، لكن آخرين يدركون أنه منعطف رمزي كبير في المشهد السياسي الأميركي المقبل، ورسالة تتجاوز نيويورك إلى العالم. إنها دعوة إلى إعادة تعريف المواطنة، لتصبح انتماءً إنسانياً لا يُقاس بالعرق أو الدين، بل بالمساهمة في الصالح العام.

فوز ممداني عابر للأطلسي، لأنه يقدّم نموذجاً نادراً للاندماج الواعي والانخراط في السياسة من موقع المهاجر الذي لم يتخلّ عن هويته الأصلية، كما أنه رسالة داخلية لأميركا نفسها، إذ يعكس تحوّلاً تدريجياً في المزاج الشعبي، رغم المخاوف التي تسكن اللوبيات الصهيونية ومراكز النفوذ المرتبطة بها، والتي ترى في ممداني تهديداً لصورتها التقليدية عمن يُسمح له بالصعود. ومع أن الطريق أمامه ليس مفروشاً بالورود، وكل الاحتمالات قائمة، من الاغتيال المعنوي إلى الاستهداف السياسي، إلا أن أي حماقة بحقه ستكون كارثية على صورة وعلاقات أميركا نفسها. قد لا يتمكن ممداني من تحقيق كل وعوده أو مواجهة كل طبقات الأوليغارشية المتنفذة، لكنه يبقى حالة ملهمة لجيل جديد داخل الديمقراطية الأميركية، حتى لو أخرج ترامب كل أرانبه من قبعته في الانتخابات النصفية المقبلة.

إنه فوز في نيويورك، نعم، لكنه أيضاً صفعة رمزية لخطاب الإقصاء في العالم. فوز يفتح نافذة أمل أمام ملايين الشباب بأن الحلم لا يُمنح لجنسٍ أو لون، وأن

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح