مليشيات وكيانات شعبية تشارك في حرب السودان من يقاتل إلى جانب من
٥٣ مشاهدة
مع دخول الصراع العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عامه الثاني إثر اندلاع حرب السودان في 15 إبريل نيسان 2023 يستمر كل طرف في حشد مجموعة مناصرين إلى جانبه حتى توسعت العمليات العسكرية وطاولت آثارها الولايات الـ18 في وقت تشهد المواجهات بين الطرفين تعددا في المحاور القتالية وسيطرة وتزايد نفوذ تشكيلات قتالية موالية لأحدهما على مناطق بعينها وتحذيرات من تزايد سطوة أمراء الحرب والفتن القبلية والانسداد السياسي في ظل فشل الجهود الدولية والإقليمية لإحياء المفاوضات وإنهاء القتال حرب السودان تولد الانقسامات وعقب نشوب الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع المنشقة عنه ويقودها محمد حمدان دقلو حميدتي في 15 إبريل 2023 أعلن البرهان فتح باب التطوع والاستنفار مع الجيش لقتال الدعم السريع ووجه ولاة الولايات بفتح معسكرات تدريب المتطوعين وردت الدعم السريع بالقول إن كل من يحمل السلاح سيكون هدفا مشروعا لقواتها لكنها ظلت في الوقت ذاته تدعو من يشاء من سكان المناطق التي تسيطر عليها إلى التطوع لديها لتسليحهم مبررة ذلك بأن الهدف هو أن يحمي هؤلاء مناطقهم حمل مواطنون السلاح لحماية أهلهم من الانتهاكات التي تنفذها الدعم السريع وبحسب مراقبين تسبب الاستقطاب الحاد بعد نشوب حرب السودان في إبريل 2023 بانقسام وسط المجتمعات فأعلنت قبائل وتنظيمات أهلية في مناطق مختلفة من السودان دعمها للجيش وناصرت أخرى الدعم السريع وظهر ذلك في غرب ووسط وشرق السودان على وجه الخصوص وانقسم أبناء هذه القبائل بين مؤيد ورافض لأحد الطرفين كيانات متعددة تقاتل إلى جانب الجيش السوداني وتقاتل إلى جانب قوات الجيش في حرب السودان اليوم كيانات متعددة من بينها القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح حركات مسلحة موقعة على سلام مع الحكومة ومجموعة غاضبون بلا حدود تنظيم ثوري وكتيبة البراء بن مالك تنظيم إسلامي محسوب على نظام الرئيس المخلوع عمر البشير والمقاومة الشعبية مواطنون متطوعون وشباب من لجان المقاومة تنظيمات ثورية ومجلس الصحوة الثوري تنظيم أهلي وتمثل كتيبة البراء بن مالك أبرز المجموعات المحسوبة على نظام البشير والتي انضمت لتقاتل إلى جانب الجيش وهناك مجموعة أخرى قليلة الظهور تحمل اسم البنيان المرصوص ويتكون عناصرها من عسكريين سابقين ومقاتلين كانوا مع الجيش في حربه ضد الحركة الشعبية في جنوب السودان ولا تخفي هذه المجموعات عداءها للثورة والقوى السياسية غير الموالية للجيش كما تبرز مجموعة غاضبون بلا حدود التي تأسست في عام 2020 وتضم عددا من الشباب الفاعلين في التظاهرات ضد نظام البشير خلال الثورة واشتهروا بعدائهم للعسكر خصوصا الدعم السريع واشتباكاتهم المستمرة مع عناصر الشرطة لكنهم بعد اندلاع الحرب أعلنوا انضمامهم للجيش استجابة لدعوة الاستنفار لقتال الدعم السريع تقول المجموعة في منشورات على صفحتها في موقع فيسبوك إنها تقاتل إلى جانب صغار الضباط والجنود للدفاع عن الأهل والعرض ضد انتهاكات الدعم وإن رأيها الناقد لقيادة الجيش لم يتغير وفي سلاح المدرعات الذي يتوسط مدينة الخرطوم ظهر شباب من لجان المقاومة تنظيمات شعبية ثورية ضمن صفوف الجيش وقد كانوا خلال الثورة من قادة التظاهرات ضد نظام البشير ولديهم موقف من الجيش وتدخله في السياسة لكنهم بعد حرب السودان شاركوا في صد الهجمات التي نفذتها قوات الدعم السريع على المدرعات وأعلنت لجان المقاومة في منطقة الشجرة حيث مقر المدرعات عن مقتل عدد من المنضوين فيها خلال دفاعهم عن أهلهم وبلادهم ضد مليشيا الدعم السريع بحسب ما نشرت في بيانات متعددة نعت فيها هؤلاء الشباب وقد حمل مواطنون متطوعون يطلق عليهم المستنفرون السلاح خلال حرب السودان في عدد من المدن والقرى استجابة لدعوة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في يونيو حزيران 2023 والتي أطلق خلالها نداء للشباب لحمل السلاح أو الانضمام إلى الجيش للدفاع عن بلادهم ضد ما قال إنها أطماع تهدد وجود السودان وتشكلت بموجب ذلك مجموعات المقاومة الشعبية وقد كتب الكثير من المواطنين على وسائل التواصل معلنين استجابتهم لحمل السلاح لحماية أهلهم من الانتهاكات التي تنفذها الدعم السريع وأبرز المجموعات التي تساند الجيش هي القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح وهي تحالف من حركات مسلحة وقعت على سلام مع الحكومة في أكتوبر تشرين الأول 2020 ولهذه الحركات عداء سابق مع قوات الدعم السريع منذ أن كانت تقاتل المجموعات المسلحة لصالح الحكومة وتكونت القوة المشتركة منتصف العام 2023 لتوفير الحماية للمدنيين وكانت تتخذ موقف الحياد قبل أن تخرج عنه في إبريل الماضي بسبب ما اعتبرته تمادي الدعم السريع في الانتهاكات تجاه المواطنين مزيج من المرتزقة إلى جانب الدعم السريع في المقابل تقاتل إلى جانب الدعم السريع مجموعات من ما يطلق عليهم عرب الشتات وهم مقاتلون أفارقة مستوطنون وافدون من أفريقيا الوسطى والنيجر إلى جانب مقاتلين تابعين لمجموعات مسلحة من دولة تشاد وقوات درع الوطن مجموعة مسلحة سودانية ومواطنون مجندون ومقاتلون من مليشيات قبلية عربية موالية لـالدعم السريع إضافة إلى الجبهة الثالثة تمازج حركة مسلحة منشقة عن اتفاق سلام مع الحكومة لم يكترث الجيش لبعض القوات وهي تقوم بتجنيد المواطنين وتنظم العروض العسكرية والتي انضمت لاحقا للدعم السريع وكانت قوات الدعم السريع تضم الكثير من المقاتلين التشاديين في صفوفها باعتراف عناصر نشروا مقاطع على وسائل التواصل واستمر البعض من هؤلاء يقاتلون معها الآن ضد الجيش وقد رصدت العربي الجديد أكثر من مرة مقاتلين تشاديين في الخرطوم والجزيرة لا يجيدون العربية ويتحدثون بعامية سودانية ضعيفة وبلكنة تغلب عليها الفرنسية وفي بداية حرب السودان ظهرت سيارات لقوات الدعم السريع منصوب عليها العلم التشادي قبل أن يختفي ذلك عقب جدل حولها على وسائل التواصل الاجتماعي وفي ديسمبر كانون الأول 2022 ظهرت بصورة مفاجئة مجموعة مسلحة يقودها شخص يدعى أبو عاقلة كيكل وهو ضابط سابق في الجيش وكان عضوا في نظام الرئيس المخلوع عمر البشير ونفذت مجموعته عرضا عسكريا في منطقة الجبار الغر سهل البطانة وسط السودان وقال كيكل حينها إن هدف قواته هو إعادة التوازن الاستراتيجي في البلاد بعدما ألحقت اتفاقية جوبا للسلام الموقعة في 2020 اتفاقية سلام بين الحكومة وحركات مسلحة في دارفور ظلما بمناطق الوسط وشمال وشرق السودان وانحازت لحركات دارفور وقد أثارت هذه القوات الحيرة لأن الجيش لم يكترث لها ولم يعترض طريقها وهي تقوم بتجنيد المواطنين وتنظم العروض العسكرية قبل أن تفاجئ الجميع وتنضم في أغسطس آب العام الماضي إلى صفوف الدعم السريع في حربها مع الجيش لنصرة الهامش ومحاربة فلول النظام السابق كما قال قائدها وإلى جانب الدعم السريع تقف الجبهة الثالثة تمازج وهي إحدى الفصائل المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام في السودان بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة وتقول إنها موجودة على الشريط الحدودي بين السودان وأفريقيا الوسطي وتشاد حسب حديث قادتها وقد انضمت في أغسطس 2023 للدعم السريع متهمة عناصر النظام السابق باختطاف القوات المسلحة كما استقطبت قوات الدعم السريع الكثير من المواطنين أغلبهم شباب من أبناء المناطق التي تسيطر عليها خصوصا في العاصمة الخرطوم وقد رصدت العربي الجديد الكثير من هؤلاء في مناطق جنوب الحزام جنوب الخرطوم ومناطق دار السلام والكلاكلة في منطقة جبل أولياء جنوب العاصمة وأحياء الحاج يوسف في مدينة الخرطوم بحري صلاح الدومة أبرز الأسباب التي أدت إلى ظهور المجموعات المسلحة هي غياب حكومة مركزية قوية وانعدام العدالة كما أكد شهود عيان في الحاج يوسف لـالعربي الجديد وجود مقاتلين في حرب السودان من جنوب السودان ضمن قوات الدعم السريع المنتشرة في المنطقة وقد أعلن الجيش السوداني إلقاء القبض على مجموعة منهم في بيان يوم 6 إبريل الماضي في مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم وقال إنه تم تجنيدهم وخداعهم من قبل الدعم السريع بالوعود المالية وتحارب مع الدعم السريع مجموعة السافنا المسلحة التي وقع قائدها علي رزق الله السافنا اتفاق سلام مع نظام البشير في العام 2013 منح بموجبه رتبة مقدم في الجيش لكنه عاد وتمرد على السلطة معلنا انضمامه لمجلس الصحوة الذي أسسه الزعيم الأهلي موسى هلال ثم اعتقلته قوات الدعم السريع في نوفمبر تشرين الثاني 2017 بشمال دارفور وانضم إليها الآن بعد اندلاع الحرب مصالح تتحكم بالاصطفافات يقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعات السودانية صلاح الدومة لـالعربي الجديد إن أبرز الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه المجموعات بلا ريب هي غياب حكومة مركزية قوية وغياب العدالة وتعليقا على تناقض أفكار مجموعات تقاتل إلى جانب واحد ضمن الجيش أو الدعم السريع يوضح أستاذ العلوم السياسية أن الائتلاف أو الانحياز رغم التناقض في المواقف والتوجهات هو شيء يسمى في العلوم السياسية مصالح الصراع وفي ظل استمرار الظروف التي أوجدت هذه الكيانات وهذا النوع من المصالح تتحول هذه الكيانات في ما بينها من أصدقاء اليوم إلى أعداء في الغد كما أن أعداء الأمس يتحولون إلى أصدقاء اليوم وهكذا وحول مستقبل هذه المجموعات وتأثيرها يضيف الدومة أن تجارب تاريخية سابقة تفيد بأنه غالبا تظهر حكومة أو شخصية قوية تقوم بتوحيد هذه الكيانات في دولة واحدة قوية والأمثلة كثيرة من جهته يشير القيادي في الحزب الشيوعي السوداني صديق التوم لـالعربي الجديد إلى أنه من المهم جدا فهم الحرب في السودان في سياقها الكلي على أنها حرب ضد الشعب السوداني ودولته وثورته وتمرده على النظام العالمي ومحاولته إفشال مخططات الهبوط الناعم تسوية سياسية بلا محاسبة واعتبر أن هذه الحرب تهدف بشكل أساسي إلى قطع الطريق أمام تطور الثورة السودانية ووصول قواها إلى الحكم حتى لو اقتضى الأمر تفكيك الدولة ودك المجتمع للقضاء على الثورة ويلفت التوم إلى أنه في هذه الحرب تخدم المكونات العسكرية مصالح أجنبية متناقضة ومتصارعة بالوكالة حيث تستعيض المصالح الدولية عن الاجتياح الأجنبي المباشر بتغذية الانقسامات المحلية وتجد ضالتها في المليشيات المحلية وأصحاب الغبائن والمظالم التاريخية لتعزيز الاستقطاب وهذا الاستقطاب بحسب رأيه يحدث بشكل طبيعي وفقا للمصالح والمرارات لبعض المكونات المحلية ومحاولاتها للاستفادة من غياب جهاز الدولة لتوظيف العنف لبسط السيطرة ويتابع القيادي الشيوعي أن الشعب السوداني حصيف ومستنير جدا لذلك ينزح إلى أماكن سيطرة وزارة الدفاع والقوات النظامية بوصفها جهازا مملوكا له رغم سيطرة الكيزان عناصر نظام البشير على قيادتها على حد وصفه ويرى أن فشل وزارة الصحة أو وزارة التربية والتعليم لا يعني استبدالها بالقطاع الخاص ولا بمليشيات مثل دقلو أو جلحة أو السافنا وغيرهم من المرتزقة لقد أثبتت الممارسات في الحرب أن المليشيات هي من أخرجت السكان المحليين من مناطقهم وارتكبت التعديات والجرائم والانتهاكات بشكل لا يقارن مع مؤسسة الجيش المختطفة يتمحور الإصلاح الرئيسي في إخراج الجيش من السياسة والاقتصاد وبحسب التوم يفسر هذا الأمر انحياز العديد من مكونات الثورة والثوريين إلى الجيش ناهيك عن رد الفعل التلقائي للمجتمعات واستجابتها للتحشيد والاستنفار نتيجة لتفشي الانتهاكات وجرائم الحرب بواسطة الدعم السريع