ملف عنصريون ولكنهم لا يشعرون 6

199 مشاهدة

اعتدنا على الحديث عن الآخرين والكتابة عن أخلاقهم، وأَلِفْنا إحداث المقارنات بيننا وبينهم، بل صار البعض من أبناء أمتنا يقيس أخلاق العالمين بما يؤمن به هو من قيم، ويقارن مواقفهم في ضوء رؤية العالم التي يعتقد أنه يمثلها، لكن هل يسأل نفسه عن مدى تمثيله لتلك الرؤية المثالية فعلاً كما يدّعي أنه يمثلها نظرياً؟

لقد تصاعدت وتيرة تداول خطاب العنصرية في العقود الأخيرة كثيراً، وتردّد في أدبيات الأحزاب السياسية، والنقابات، وجمعيات حقوق الإنسان، وأصبح جزءاً من الخطاب اليومي للإنسان العربي، ويرجع ذلك التصاعد إلى ما تنقله الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي من خطابات حول العنصرية عن الانتخابات السياسية في الدول الغربية، وفي موضوع الهجرة واللجوء، وفي ملاعب الرياضات العالمية وغيرها، لكنه يظلّ في مخيلتنا نحن أبناء الأمة العربية والإسلامية سلوكاً غربيّاً، وقد يُعبِّر الواحد منّا عن رفضه المطلق للعنصرية والكراهية، وهو لا يدرك أنه يمارسها فعلياً في محيطه دون أن يشعر.

سأحاول في هذه المقالة الولوج إلى عمق بعض التصوّرات التي تتبنّاها طائفة من العرب تجاه الإنسان الأمازيغي في بلدان شمال إفريقيا، لأبيّن بعض مظاهر العنصريّة والكراهية غير المباشرة في خطاباتها وتصوّراتها تجاه القضية الأمازيغية، ثم أُبيّن بعض الأسباب التي تُقَوِّي هذه العنصرية الدفينة وتُنْعِشُها، وأختم ببعض المقترحات التي قد تساعد في تجاوز العنصرية الدفينة، وتؤسّس لخطاب مشترك ينظر فيه الإنسان، عربياً كان أو أمازيغياً، إلى مرآة حقيقية تعكس له قدر نفسه الحقيقي.

يُعبِّر الواحد منّا عن رفضه المطلق للعنصرية والكراهية، وهو لا يدرك أنه يمارسها فعلياً في محيطه دون أن يشعر

لقد عمل الأمازيغ إلى جانب العرب لقرون من الزمن، فاندمجوا في الأمة الواحدة، وخدموا العربية والإسلام، ولا تزال ساحتنا العلمية والمعرفية تجود اليوم بمشاريع علمية تُشَرِّفُ الأمةَ، وراءها مفكرون وعلماء من أصول أمازيغية، ويُفتَرض استناداً إلى هذا أن يُقبل أبناء هذه الطائفة من العرب على تعلّم الأمازيغية، والاستفادة من الكنوز النفيسة لإنسانها وتراثها وثقافتها الزاخرة، وأن يتخلّصوا منكراهيتهم التي يمارسونها دون أن يصرّحوا بها عادة، وأن يتجاوزوا حساسيتهم المفرطة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح