مكافأة بـ240 مليون دولار تعيد طرح سؤال المسؤولية الاجتماعية في أمريكا
يمن إيكو|تقرير:
في خطوة لافتة اعتبرها مراقبون درساً عملياً في المسؤولية الاجتماعية، منح رجل الأعمال الأمريكي غراهام ووكر موظفي شركته مكافآت ضخمة عقب بيعها، في وقت تتصدر أخبار التسريح الجماعي مشهد الاقتصاد الأمريكي، وفق ما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، رصده وترجمه “يمن إيكو”.
وبحسب الصحيفة، فقد خصّص ووكر، الرئيس التنفيذي لشركة “فايبربوند” ومقرها ولاية لويزيانا، نحو 240 مليون دولار لصالح 540 موظفاً بدوام كامل، بعد إتمام صفقة بيع الشركة مقابل 1.7 مليار دولار، رغم أن الموظفين لم يكونوا يملكون أسهماً أو حقوقاً تعاقدية تخولهم الحصول على أي عوائد مالية من الصفقة.
وأوضح ووكر للصحيفة أن قراره جاء انطلاقاً من قناعته بأن العمال الذين أسهموا في بناء الشركة وتحملوا تقلباتها على مدى سنوات يستحقون نصيباً عادلاً من ثمار النجاح، مشيراً إلى استعداده لبيع الشركة لمستثمر يوافق على تخصيص 15% من العائدات للتوظيف، فيما بلغت حصة كل موظف نحو 443 ألف دولار تُصرف على خمس سنوات.
وتأتي هذه الخطوة الاستثنائية في سياق اقتصادي أمريكي مغاير تماماً، إذ شهد عام 2025 موجة واسعة من التسريحات الوظيفية شملت الحكومة الفدرالية وشركات كبرى في التكنولوجيا والتجزئة والطيران، مع إلغاء نحو 950 ألف وظيفة حتى سبتمبر، بحسب بيانات “بلومبيرغ” و”رويترز”، في مؤشر يعكس تحوّلاً حاداً في سوق العمل وضغوطاً متزايدة على الموظفين في أكبر اقتصاد في العالم.
وإلى جانب موجة التسريحات في القطاع الخاص الأمريكي، اتسعت دائرة تقليص الوظائف داخل المؤسسات الحكومية الأمريكية، مع اقتراب تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ضمن خطة لإعادة هيكلة الإنفاق الفدرالي، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز” عن مسؤولين ومصادر مطلعة.
وأفادت التقارير بأن الحكومة الأمريكية أبلغت الكونغرس نيتها تسريح الغالبية العظمى من موظفي الوكالة المقدر عدد بنحو 10 آلاف موظف حول العالم، في سبتمبر 2025، وإغلاق مكاتبها الخارجية، ونقل بعض المهام إلى وزارة الخارجية، في خطوة قد تفضي إلى الاستغناء عن آلاف الموظفين المحليين والدبلوماسيين، ما يعمّق أزمة سوق العمل ويعزز المخاوف من مرحلة انكماش وظيفي أوسع.
ارسال الخبر الى: