مكاسب الدولار ومخاوف الشركات العاملة بالخارج في حال فوز ترامب
٧٢ مشاهدة
أثارت المناظرة التي جرت قبل أسبوعين تقريبا بين الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه الجمهوري المحتمل الرئيس السابق دونالد ترامب مخاوف الكثيرين من عودة الأخير إلى البيت الأبيض نظرا لما قد يسببه ذلك من تداعيات على سعر الدولار مقابل العملات الرئيسية كما على أسواق الأسهم الأميركية خاصة في ظل ما هو معروف من تفضيل الرئيس السابق للسياسات الانعزالية والحمائية تحت شعار لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى ورغم تراجعه مؤخرا على خلفية نتائج الانتخابات وعودة اليسار غير المتوقعة في فرنسا شهد الدولار الأميركي صيفا قويا بشكل ملحوظ حيث أصبح أقوى بنحو 13 مقابل مجموعة من عملات الاقتصادات الكبرى وفقا لمؤشر خاص ببنك الاحتياط الفيدرالي مقارنة بما كان عليه في عام 2021 قبل أن يبدأ البنك الفيدرالي حملة رفع أسعار الفائدة الأقوى في أكثر من عقدين ويعد ارتفاع سعر الدولار مقابل العملات الأخرى خبرا رائعا بالنسبة للسياح الأميركيين الذين يخططون للقيام برحلات إلى الخارج هذا العام ولكنه ليس من الأخبار السعيدة بالنسبة للشركات الكبيرة متعددة الجنسيات التي تشكل أغلبية مؤشر ستاندرد آند بورز 500 والتي تكون لها أعمال ومن ثم إيرادات بالعملات الأخرى مما ينبغي تحويله إلى دولار في نهاية المطاف وبعد أن أظهرت نتائج متفاوتة معظم فترات النصف الأول من العام تحولت استطلاعات الرأي الرئاسية الأخيرة لصالح الرئيس السابق على حساب الرئيس الحالي وإذا جرت ترجمة تقدم ترامب في استطلاعات الرأي إلى فوز في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني فمن المرجح أن يعني ذلك الحفاظ على التخفيضات الضريبية وزيادة التعريفات الجمركية أو توسيعها وخلال المناظرات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي أكد ترامب مجددا رغبته في فرض تعريفات جمركية بنسبة 10 على جميع الواردات وهو ما يرجح عودة التضخم في الاقتصاد الأكبر في العالم إلى الارتفاع ويزيد من الشكوك في موعد بدء دورة جديدة لخفض الفائدة ستكون الأولى منذ عام الجائحة وفي مذكرة نشرتها أمس الاثنين كتبت ليزا شاليت مدير الاستثمار العالمي في مورغان ستانلي لإدارة الثروات بعد تباين نتائج استطلاعات الرأي خلال أغلب فترات الأشهر القليلة الماضية مالت الاستطلاعات بشأن الانتخابات الرئاسية الأميركية بشكل حاسم لصالح فوز الجمهوريين وبدأت الأسواق التي تجاهلت الخطاب السياسي لفترات مطولة في التعامل مع احتمالات وصول ترامب للبيت الأبيض مرة أخرى وهو ما ظهرت علاماته في التقلبات الكبيرة في معدلات العائد المطلوبة على سندات الخزانة الأميركية وقالت بينما استمرت الأسهم في الارتفاع سيحتاج مستثمرو الأسهم في نهاية المطاف إلى التعامل مع العواقب المحتملة للسياسات المقترحة التي تتضمن ثلاثة متغيرات حاسمة تشمل التخفيضات الضريبية والتعريفات الجمركية والحدود المغلقة وتشير تقديرات أبحاث بنك مورغان ستانلي إلى أن توسيع التخفيضات الضريبية التي جرى تقديمها في 2017 من شأنه أن يزيد العجز بشكل حاد مما يدفع الدولار إلى الارتفاع بسبب توقعات الإبقاء على معدلات الفائدة الرئيسية المرتفعة وكانت هناك أسباب أخرى قد دفعت الدولار إلى الارتفاع مقابل العملات الأخرى حيث شهدت بعض الاقتصادات الأوروبية والآسيوية نموا ضعيفا وكان الاقتصاد الأميركي مرنا نسبيا بسبب ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة في حين انزلقت منطقة اليورو إلى الركود وعانت الصين واليابان من نكسات اقتصادية وقال لويس نافيلييه رئيس مجلس الإدارة ومؤسس شركة Navellier Associates لشبكة سي أن أن الإخبارية لقد كان الدولار قويا بشكل مثير للدهشة حيث قادت الولايات المتحدة انتعاشا اقتصاديا عالميا رغم أن ذلك يأتي مع تداعيات محتملة ويمكن للدولار القوي أن يعوق الشركات متعددة الجنسيات مثل الأسهم الكبيرة التي تهيمن على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومع ذلك فإن الشركات الأصغر حجما والأكثر محلية تستعد للازدهار وقال إنه في حين أن التوقعات لأرباح الربع الثاني التي يبدأ الإعلان عنها بشكل جدي يوم الجمعة لا تزال مرتفعة فقد يكون هناك بعض التشاؤم بشأن الدعوات حول ما يمكن أن يعنيه الدولار القوي في المستقبل وأشار إلى أن الدولار القوي يجعل الصادرات الأميركية أكثر تكلفة ويقلل من أرباح الشركات الأميركية العاملة في الخارج عندما يتم تحويل الأرباح مرة أخرى إلى الدولار وأكد أيضا أن ذلك يكون له تبعاته على المنافسة مع الواردات الأرخص ورغم أن الدولار القوي يعمل على خفض تكاليف المواد الخام المستوردة فإنه من الممكن أن يؤدي إلى زيادة التضخم والإضرار بالاستثمارات الأجنبية وفقا لنافيلييه