مقتل آلاف الأجنة بمركز لأطفال الأنابيب بغزة في قصف إسرائيلي

٢٨ مشاهدة
عندما أصابت قذيفة إسرائيلية أكبر مركز للخصوبة في قطاع غزة في ديسمبر كانون الأول أدى الانفجار إلى نزع الأغطية عن خمسة خزانات تحتوي على النيتروجين السائل كانت في زاوية من وحدة الأجنة وعندما تبخر السائل بالغ البرودة ارتفعت درجة الحرارة داخل الخزانات وقضي بذلك على أكثر من أربعة آلاف من أجنة أطفال الأنابيب إضافة إلى ألف عينة أخرى لحيوانات منوية وبويضات غير مخصبة كانت هي الأخرى مخزنة في مركز البسمة للإخصاب وأطفال الأنابيب كان تأثير ذلك الانفجار الواحد بالغا ويعد مثالا على الخسائر غير المرئية للحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من ستة أشهر على قطاع غزة الذي يقطنه زهاء 2 3 مليون نسمة وكانت الأجنة التي في تلك الخزانات بمثابة الأمل الأخير لمئات الأزواج الفلسطينيين ممن يواجهون مشكلات في الخصوبة ويقول الدكتور بهاء الدين الغلاييني 73 عاما استشاري أمراض النساء والتوليد الذي تلقى تدريبا في كامبريدج وأسس مركز البسمة في 1997 نعلم بكل جوارحنا ماذا كانت تعنيه الخمسة آلاف حياة تلك أو الحياة التي كانت محتملة للآباء والأمهات في المستقبل وفي الماضي ويضيف أن نصف الأزواج على الأقل لن تكون لديهم فرصة أخرى للإنجاب إذ لم تعد لديهم القدرة على إنتاج حيوانات منوية أو بويضات قابلة للتلقيح وتابع وهو يصف شعوره بما جرى قلبي محطم إلى مليون قطعة وردا على سؤال من رويترز اليوم الأربعاء عن هذه الواقعة قال المكتب الصحافي للجيش الإسرائيلي إنه يتحرى هذه التقارير وتنفي إسرائيل تعمد استهداف البنية التحتية المدنية وتتهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس بتنفيذ عملياتها من داخل منشآت طبية وهو ما تنفيه حماس بالنسبة لصبا جعفراوي فقد كان الخضوع لعلاج خصوبة لمدة ثلاث سنوات رحلة نفسية صعبة عملية استخراج بويضات من مبيضيها كانت مؤلمة وكان لحقن الهرمونات آثار جانبية قوية كما بدا الأسى على فشل محاولتين للحمل عصيا على الاحتمال ولم تتمكن صبا 32 عاما وزوجها من الإنجاب بصورة طبيعية وهذا ما دفعهما للجوء للتلقيح الصناعي المتاح على نطاق واسع في قطاع غزة وتظهر بيانات من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن الأسر والعائلات الكبيرة أمر شائع في القطاع ونحو نصف عدد سكانه تحت سن 18 ومعدل الخصوبة مرتفع إذ يبلغ 3 38 ولادات للمرأة ومعدل الخصوبة في بريطانيا 1 63 ولادة للمرأة ويقول الغلاييني إنه على الرغم من الفقر في القطاع يلجأ الأزواج الذين يعانون من مشكلات في الإنجاب إلى التلقيح الصناعي ومن أجل هذا الحلم يبيعون أجهزة منزلية مثل التلفزيون أو المجوهرات للدفع مقابل تلك الخدمة الطبية ما لحقت أفرح على الخبر تجري تسع عيادات على الأقل في غزة عمليات التلقيح الصناعي التي تجمع فيها البويضات من مبيض المرأة وتخصب بالحيوانات المنوية للزوج في المختبر وغالبا ما تجمد البويضات المخصبة التي تسمى أجنة حتى يحين الوقت الأمثل لنقلها إلى رحم المرأة وتخزن معظم الأجنة المجمدة في غزة في مركز البسمة وحملت صبا في سبتمبر أيلول من أول محاولة ناجحة للتلقيح الصناعي وقالت بدأت 7 أكتوبر ما لحقت أفرح على الخبر وأصاب صبا القلق وتساءلت عما سيحدث للحمل والجنين ولم تجر صبا الفحص بالموجات فوق الصوتية مطلقا إذ أغلق الغلاييني عيادته حيث جرى تخزين خمسة أجنة أخرى لصبا ومع اشتداد الهجمات الإسرائيلية بدأ محمد عجور كبير أطباء الأجنة في المركز يشعر بالقلق بشأن مستويات النيتروجين السائل في مخازن الأجنة الخمسة ويجب إعادة تعبئة الخزانات بالنيتروجين كل شهر تقريبا للحفاظ على درجة الحرارة دون 180 تحت الصفر في كل خزان والتي تعمل دون الاعتماد على الكهرباء وتمكن عجور بعد اندلاع الحرب من شراء دفعة واحدة من النيتروجين السائل لكن إسرائيل قطعت الكهرباء والوقود عن غزة وتوقف معظم الموردين عن العمل وتوغلت الدبابات الإسرائيلية في غزة بنهاية أكتوبر تشرين الأول وأغلق الجنود الشوارع المحيطة بمركز التلقيح الصناعي وبالتالي باتت هناك خطورة شديدة على عجور من فحص الخزانات وأدركت صبا أنها يجب أن ترتاح لتحافظ على سلامة حملها الهش لكن المخاطر كانت في كل مكان فصعدت ست مجموعات من السلالم لتصل إلى شقتها لأن المصعد توقف عن العمل وسوت قنبلة المبنى المجاور بالأرض وحطمت نوافذ شقتها وأصبح الطعام والماء نادرين وبدلا من الراحة شعرت صبا بالقلق والخوف الشديد وقالت إنه كانت هناك علامات على أنها ستفقد الحمل ونزفت صبا قليلا بعدما غادرت هي وزوجها منزلهما وانتقلا جنوبا إلى خانيونس وهدأ النزيف لكن خوفها لم يهدأ خمسة آلاف روح أزهقت في قذيفة واحدة عبرا إلى مصر في الثاني عشر من نوفمبر تشرين الثاني وفي القاهرة أظهر أول فحص بالموجات فوق الصوتية حملها بتوأم وأنهما على قيد الحياة لكن بعد بضعة أيام شعرت صبا جعفراوي بتقلصات مؤلمة ثم نزيف وتحول مفاجئ في بطنها وصلت إلى المستشفى لكن حالة الإجهاض كانت قد بدأت بالفعل وقالت حتى الآن صوت صراخي في المستشفى وصوت عياطي في وداني وأضافت قد ما تتخيلوا وقد ما أقولكو إن رحلة الآي في إف التلقيح الصناعي صعبة ما حدا بيحس في هذه الرحلة إلا إذا أنت مجربة وأرادت صبا العودة إلى منطقة الحرب واستعادة أجنتها المجمدة ومحاولة التلقيح الصناعي من جديد لكن الأوان فات وقال الغلاييني إن قذيفة إسرائيلية واحدة أصابت زاوية المركز وفجرت مختبر الأجنة في الطابق الأرضي ولا يعرف إن كان الهجوم استهدف المختبر عن عمد أم لا وأضاف كل هذه الأرواح قتلت أو أزهقت خمسة آلاف روح في قذيفة واحدة ووفقا لصحافي مفوض من رويترز زار الموقع كان مختبر الأجنة في إبريل نيسان لا يزال مليئا بالحطام ومستلزمات المختبر المدمرة وظهرت خزانات النيتروجين السائل وسط الأنقاض وكانت الأغطية مفتوحة وظهرت في قاع أحد الخزانات سلة مملوءة بقصبات صغيرة ملونة بحسب رمزها تحتوي على الأجنة المدمرة رويترز

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح