من وحي مقابلة الرئيس علي ناصر محمد كتب سعيد الحرباجي
تتفق أو تختلف مع الرئيس السابق علي ناصر ، تكرهه أو تحبه ، وتتوافق مع رؤاه أو لا تتوافق ...
كل ذلك لا يقلل من قيمة الرجل ، ولا ينتقص من مكانته ، ولا يخدش في سمعته ،،
وأنا هنا لا أمتدحه ، ولا أمجَّده ، فأنا أقل من أن أكتب عن هامة وطنية ، وشخصية تجاوز تأثيرها حدود اليمن.
ولكن ...
هناك ما أستوقفني كثيراً من خلال تلك المقابلة الجريئة التي اكتسبت صدى شعبياً واسعاً .
ولعل أهم تلك الوقفات ..... هي الشجاعة التي تكلم بها الرجل عن مرحلة تاريخية من حياة اليمنيين عموماً ، والجنوب على وجه الخصوص .
فالرجل تحدث بملئ فيه عن تلك الحقبة الزمنية السوداء فقال :( كلنا أخطأنا ) .
كلنا نتحمل آوزار تلك المرحلة ، ليس هناك من هو برئ من تلك الأحداث الدامية التي حصلت منذ فجر الثورة وحتى هذه اللحظة .
والحقيقة أنني لأول مرة أسمع مسؤولاً يتحدث بهذه الصراحة ، وبهذه القوة ، وبهذا الوضوح وبهذه الشجاعة عن تاريخ ( أغبر ) هو جزء منه .
وهذا ما يُحسب للرئيس علي ناصر .
فالرجل أشاح اللثام عن حقائق يحاول الرفاق إخفائها ، والتنصل منها ، والتستر عليها ، رُغم معرفة الجميع بكل تفاصيلها .
والأهم من هذا كله أنَّه لم يكتف بإلقاء الكلام على عواهنه .....ولكنه شخَّص الداءَ ، ووصف الدواءَ ، وحدد العلل وأعطى الحل .
تجلى ذلك بوضوح من خلال نظرته للحل والخروج من عنق الزجاجة التي ولجنا فيها منذ حرب ( التحرير ، والقومية 1966م ) وحتى الساعة .
فنظرته للخروج من دوامة العنف هذه ... تكمن في اعتماد السلمية وسيلة لحل كافة الخلافات ، وإحياء مبدأ الحوار الشامل لكل أطياف اليمن ، ووضع أسساً وتصورات ومخارجاً تضمن صيانة حقوق الجميع .
في الحقيقه أنَّني _ومن خلال تلك المقابلة_ أشعر بمصداقية الرجل ، وحرصه على لم الشمل ، ورأب الصدع ، وتوحيد الكلمة ، وتقارب وجهات النظر
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على