مرارا يجهد سينمائيون فرنسيون في إيجاد معادل محلي لسينما أميركية ترتكز على مفردات التشويق والحركة والتجسس والأمن تحديدا تقاليد هوليوود غير متلائمة والثقافة السينمائية الفرنسية رغم نجاحات تذكر في صنع أفلام تشويق وحركة أحيانا وللتجسس والأمن حيز يتخذ من الشاشة الصغيرة أيضا وسيلة اشتغال مسألة كهذه محتاجة إلى قراءة أوسع وأعمق وإلى تحليل غير مكتف بعموميات تحت السين 2024 نتفليكس للفرنسي كزافييه جون دليل على هذا اختيار موضوع راسخ في ذاكرة جماعية والبناء عليه لصنع فيلم يتماهى بأفلام الموضوع هذا الفك المفترس سمك القرش ينتقل من محيطات أميركية إلى نهر فرنسي مع التزام شبه صارم بمتطلبات أساسية يصعب أيكون الأمر مستحيلا التغاضي عنها أو عدم تلبيتها كلها التشويق ركن ـ نواة كالفك المفترس ـ سمكة القرش وجوانب عدة تكون امتدادا للنواة نفوذ سياسي مصالح سياسية ـ انتخابية حاجة سياحية إيحاء بنقد يتناول أحوال عامة والفيلم الفرنسي معني ببيئة وطبيعة وتحولاتهما عمل فردي وإن يغلف بفعل جماعي مخفف عدده يواجه آلة سياسة وأمن وسياحة والأخيرة مرتبطة بأعمال وأموال ومصالح يراد لها تحقيق رغباتها وإن بغلبة الناس التواقين إلى سياحة ومتعة وراحة مع كزافيه جون هناك ألعاب رياضية مندرجة في أولمبياد دولي وأولمبياد باريس سيقام أساسا بين 26 يوليو تموز و11 أغسطس آب 2024 في تحت السين هناك سباق في رياضة Triathlon نظام رياضي مؤلف من ثلاثة أنواع متتالية السباحة وركوب الدراجات الهوائية والركض في النهر الباريسي المشهور لكن اكتشاف سمكة قرش تتجول فيه يبدل كل شيء تقريبا باستثناء إصرار سياسي موزع على منافع سياحية وانتخابية ومالية وإعلامية ـ دعائية يؤدي إلى كم هائل من الخراب والموت أما البداية فمنبثقة من بحث فريق علمي ـ تقني عن سمكة قرش في بقعة غارقة في تلوث لا مثيل له وسباحو الفريق يقتلون بهجوم مباغت لسمكة كهذه في قعر محيط هذا كاف لإصابة صوفيا أسالاس بيرينس بيجو بقهر وألم وانكفاء أحد السباحين العلماء متزوج إياها التشويق والحركة معطوفان على نوع من رعب تتميز به أفلام هذه الفئة السينمائية وحدها سمكة القرش بفكها المفترس تثير رعبا إن تصور بلقطات مقربة وكبيرة في عمق المياه أو عند خروجها منه عاليا والتصوير متناسب وتضخيم الحجم لمزيد من إثارة وتشويق ورعب وهلع أحيانا يشكل اختفاؤها في عتمة البحار رعبا تضاعفه موسيقى مناسبة لحالة كهذه لكن الرعب غير فاعل فاعتياد الفئة السينمائية تلك كفيل بتخفيف حدة الهلع خاصة أن تحت السين مليء بما يتيح إطلاق توقعات جمة في المقبل من أحداث ولقطات أخرى الفك المفترس Jaws الذي يخرجه الأميركي ستيفن سبيلبيرغ عام 1975 يبقى الأهم والأجمل والأفضل سينمائيا وجماليا ودراميا كأنه تأسيس لتلك الفئة فغالبية اللاحق عليه أقل أهمية وإن تلتزم نتاجات لاحقة عليه قواعد الفئة ومتطلباتها تقنيا ينفذ تحت السين بإتقان تشوبه أخطاء قليلة كأن تنكشف أعمال الكمبيوتر والمؤثرات البصرية من دون إخفاء بصماتها أما التمثيل فعادي وأحيانا يصبح مبالغا به خاصة في لحظات السخرية من سياسيين وأعوانهم والسخرية كاريكاتورية بمعناها المسطح لا المضحك وأيضا في ذاك الخطاب البيئي إذ تتفوق ليا لفيان الناشطة ميكا على المبالغة برمتها في أكثر من لقطة خاصة في خطاب التوعية الموجه إلى العالم والمكتوب بلغة جافة وغير مؤثرة ومفتعلة ومضجرة اختيار انقلابات العالم خاصة البيئية مبرر في أفلام يظن لوهلة أن لصانعيها موقفا أخلاقيا ـ ثقافيا إزاء أهوال الناتج منها هذا طبيعي ومألوف السينما قول أيضا لكن يفترض به أن يكون سينمائيا لا خطابيا فقط مشاهدة تحت السين تثير تساؤلا أصحيح أن لكزافيه جون موقفا أخلاقيا ـ ثقافيا أم أن فيلمه هذا محاولة إثبات لـبراعة فرنسية في اشتغال نوع ـ فئة أميركية وإن بالاستعانة بمفرداتها وأدواتها أو ببعض تلك المفردات والأدوات على الأقل