ما بعد مغربة الصحراء

27 مشاهدة

يُثير قرار الأمم المتحدة التاريخي أنّ الحكم الذاتي هو الحل الأمثل لمشكلة الصّحراء المغربية، أسئلة كثيرة، لأنّ الاحتفاء الكبير به، وهو ليس بالضرورة أمراً سلبياً، يُخفي صورةً ضبابيةً عن واقع شائك. إذ عرف ملف الصّحراء كثيراً من الارتجال الذي أضرّ بالقضية أكثر من غيره. فخلال الفترة الأولى له على طاولات الترافع الدولي، خلّفت بعض الخطوات الدبلوماسية الخاطئة أثراً ورقياً كان يمكن تجنّبه في قرارات مؤسّسات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما قوّى ملفّ جبهة بوليساريو، ومكّنها من مراكمة وثائق قانونية صعّبت حسم الموضوع لمصلحة المغرب طوال الفترة الماضية. لذا لم تكن الجزائر العائق الوحيد أمام القضية، رغم أن لها دوراً كبيراً في ذلك، فلا يمكن لحركة مسلّحة أن تستمرّ من دون دعمٍ دولي، كما لا يمكن للجبهة أن تشنّ هجمات مسلّحة على الحدود، لولا توفّر مركز عسكري مجاور. وكان يمكن أن تتلاشى الحركة، لولا الجزائر، إلى أن تصبح مجموعةً قليلةً من الساخطين على الدولة.
لكنّها مسألة معروفة ولا تحتاج توضيحاً أو تلميحاً، إنما الجزء غير المعروف في القضية هو المتعلّق بالهفوات الدبلوماسية المغربية، فإذا ذهب الجميع إلى الثناء على جهود الدبلوماسية الحالية، فمن الواجب الإشارة إلى إخفاقات سابقة، وإلى الثقة العمياء التي تصرّفت بها هذه الدبلوماسية خلال العقود التالية لاسترجاع بقية الأقاليم الصحراوية بين عامي 1975 و1979، لأن الحيازة الفعلية للأقاليم دفعت إلى إغفال الترافع في الجانب القانوني أمام المؤسّسات الدولية، ما يستوجب الآن الحذر من الانتشاء الأعمى بالانتصار الأممي للمقترح المغربي، فالقرار يقتضي تنفيذ الحكم الذاتي بكامل شروطه، بإعداد خطةٍ جدّية ومسارٍ يستجيب لمقوماته.
تصحيح الأمم المتحدة موقفها تجاه وضعية الأقاليم يضع الدولة المغربية أمام واجباتها المتضمّنة في نصّ القرار الأممي، ومنها الإفراج عن المعتقلين الموقوفين على خلفية الصراع. فكيف تُفرج الدولة عن معتقلي الصحراء وتُبقي معتقلي حراك الريف ومعتقلي الرأي الآخرين؟ بل كيف تفعل وهي تدسّ من جديد شباباً في المعتقلات خلال حراك جيل زد عقاباً لهم على احتجاجهم؟
كيف ينفّذ الحكم الذاتي الذي يتطلّب قدراً كبيراً من احترام

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح