معركة الجمل بين المغالطة والإنصاف 3 3

86 مشاهدة

يذهب بعض المتعصبين للقول إن علياً اعتدى على الجمل الذي كان يحمل أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- بقصد قتلها أو الإضرار بها، لكن من يقرأ تلك الحادثة بعقل نظيف بعيداً عن التعصب، وبكثير من التمحيص والروّية بالأخذ بكل الروايات التي نقلت الحدث، فحصها فحصاً دقيقاً، فإن علياً وأصحابه لم يعقروا الجمل إلا ليخلصوا عائشة - رضي الله عنها- من قتل محقق بعد أن تكالبت سهام ناشبي الفتنة على هودجها حتى أصبح الهودج كالقنفد المشوك من كثرة السهام، وكان من يمسك بخطام الجمل كمن يمسك براية الجيش، والكل يطلب إسقاط الراية وقتل حاملها، حتى أنه في تلك الوقعة، كما يقول المؤرخون، بترت أكثر من سبعين يداً ممن يمسك خطام الجمل، وعندما رأى علي تكالب السهام على الهودج نادى القعقاع بن عمرو أن يَخْلُصَ إلى الجمل فيعقره حتى يسقط الجمل ويستطيعون رفع الهودج، ولما سقط الجمل ذهب محمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر والقعقاع وحملوا الهودج إلى دار صفية بنت عثمان بن طلحة، وأنقذوا عائشة - رضي الله عنها-، وصار إنقاذها صنيعة معروف لها من قبل علي، وليس الإضرار على قتلها كما يقول المتعصبون.
فهل كان محمد بن أبي بكر في تلك اللحظات يريد قتل أخته عائشة التي يُكبرها جميع الصحابة ومن خلفهم ويُجِلّونها؛ فضلاً عن أخيها؟!
كان الجمل بمثابة الراية لفريق عائشة وطلحة والزبير، أو هكذا يمكن تصويره، وكأن المعركة ستنتهي بسقوط الجمل/ الراية، فقد كان وسط المعركة وكل السهام توجه نحوه، وعائشة -رضي الله عنها- لا تستطيع الخلاص في هودجها، وحوصرت من كل اتجاه، وكان كلما تم الاقتراب منه لعقره لتخليص عائشة يظن فريقها أنه سيتم الاعتداء عليها، فما كان من علي إلا مناداة القعقاع ومحمد بن أبي بكر ليعقرا الجمل، ومن هنا ذهب المتعصبون للقول إن علياً اعتدى على جمل عائشة وكان يريد قتلها، دون إنصاف، والدليل حمل فريق علي هودج عائشة بعيداً عن المعركة إلى منزل صفية بنت عثمان بن طلحة، وحينما انتهت المعركة ذهب

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح