معجم الدوحة التاريخي يختتم مؤتمره
مجموعة من العوائق التي تحدّ من نبوغ العربية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، توقف عندها معظم المتحدثين في جلسات اليوم الثاني من أعمال مؤتمر الذكاء الاصطناعي وخصائص اللغة العربية، الذي اختتم أعماله أمس الثلاثاء في الدوحة. وهي عوائق مرتبطة بخصائص اللغة نفسها، بما تنطوي عليه من غنى التراكيب وأبعاد ثقافية، وصعوبة ترميز المدلولات، فضلاً عن تعقيد العربية الصرفي، وازدواجيتها اللسانية بين الفصحى وتعدّد اللهجات، إضافة إلى إشكاليات التشكيل.
حملت الجلسات طابعاً بحثيّاً توزّع على مسارين: تحليل اللغة العربية في بنيتها الصرفية وسياقات استعمالها وطرائق تعلّمها، وبحث شروط بناء نماذج عربية للذكاء الاصطناعي، مع توصيف المتحدثين للتحديات التي تواجهها العربية، حيث استعرض كلّ من ربيع أمهز وعزّ الدين مزروعي منصّات لغوية عربية، مثل يليل وعرب-جوبز ومنصّة الخليل، كما عرضت الباحثة إسراء محيسن نتائج دراستها حول توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل الأمثال الشعبية.
وتندرج هذه الجهود ضمن محاولات صياغة نماذج لغوية عربية، أو تحسين أداء ما هو موجود، في حقول متعدّدة؛ من بينها الترجمة الآلية الحرفية، وتصحيح الأخطاء، وتحليل الدلالة. كما أظهرت المقارنات بين نماذج لغوية مختلفة أنّ النماذج المدرَّبة على الفصحى تعاني قصوراً في التعامل مع العاميات، ما دفع عدداً من المتحدثين إلى التأكيد على ضرورة إدماج التنوّع اللغوي ضمن مصادر الذكاء الاصطناعي، فيما أشار آخرون على أهمية النحو العربي بوصفه بنية ضرورية لمساعدة النماذج على فهم اللغة من الداخل، عوض الاكتفاء بالمحاكاة السطحية للأنماط اللغوية. وتكرّر في معظم المداخلات الحديث عن تشتّت الموارد الرقمية العربية، وضعفها، الأمر الذي ينعكس على جودة التدريب المسبق للنماذج. وفي هذا الإطار، اقترحت الباحثة رفيف السيد بناء فضاء علمي عربي افتراضي، يتمثّل في منصّة مفتوحة للبيانات، وتوحيد المصطلحات، وتبنّي سياسات النشر الموازي، بما يتيح توفير الترجمات العربية لأبحاث الذكاء الاصطناعي.
فهم اللغة من الداخل عوض الاكتفاء بالمحاكاة السطحية
وعلى المستوى التطبيقي، حضرت التجربة الماليزية بصورة خاصة في مداخلة الباحث مجدي حاج إبراهيم، الذي عرض مسار تعليم العربية لغير الناطقين بها في ماليزيا، وسبل الإفادة من
ارسال الخبر الى: