معارك السودان ولاية سنار ساحة لانتهاكات الدعم السريع
١٠٨ مشاهدات
بصورة مفاجئة وجد سكان مدينتي سنجة والدندر في ولاية سنار جنوب شرقي السودان أنفسهم وسط معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي بسطت سيطرتها على مدينة سنجة وأذاقت أهلها العذاب وتبادلت الاشتباكات العنيفة مع الجيش في مدينة الدندر وتسببت المعارك في مقتل وإصابة المئات من المواطنين وفقدان آخرين خلال فرارهم إلى مناطق أخرى هربا من الاشتباكات بينما فر سكان العديد من القرى في ولاية سنار للنجاة بحياتهم استباقا لوصول المعارك إليهم وسيطرت قوات الدعم السريع في 26 يونيو حزيران الماضي على مناطق جبال موية التي تبعد نحو 40 كيلومترا عن مدينة سنار قبل أن تهاجم بصورة سريعة في 29 يونيو الماضي مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار التي تبعد نحو 72 كيلومترا عن مدينة سنار وتقع على بعد 360 كيلومترا جنوب شرق العاصمة الخرطوم وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا في الثاني من يوليو تموز الحالي إن أكثر من 60 ألف شخص فروا بسبب القتال في بلدة سنجة في ولاية سنار إضافة إلى انعدام الأمن في منطقتي أبو حجر والدالي القريبتين وقالت مسؤولة الاتصال في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية فانيسا هوغوينان في مؤتمر صحافي في جنيف إن أغلب النازحين جراء الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في بلدة سنجة تحركوا شرقا نحو ولاية القضارف المجاورة وأعلنت أن المكتب وشركاءه موجودون في ولاية القضارف ومستعدون لوصول النازحين بسبب الاشتباكات مع إمدادات غذائية ونبهت إلى أنه مرة أخرى تضطر النساء والأطفال وأسر بأكملها للفرار تاركين كل شيء وراءهم مع استمرار الوضع في التدهور في جميع أنحاء البلاد التي تواجه الآن أسوأ حالة انعدام أمن غذائي منذ 20 سنة وأضافت هوغوينان ما نحتاجه وهو ليس مختلفا عن الأجزاء الأخرى من البلاد أن تخفف الأطراف حدة التصعيد على الفور وتتجنب استهداف المدنيين وتضمن المرور الآمن للفارين من القتال في سنجة وأماكن أخرى في السودان علي طه عناصر الدعم أطلقوا النار على الناس في الشوارع وداخل منازلهم ووفقا لمفوضية اللاجئين الأممية فقد فر عشرة ملايين شخص من ديارهم في السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش ومليشيات الدعم السريع في 15 إبريل نيسان 2023 نزح العديدون منهم عدة مرات بحثا عن الأمان ومن بين هؤلاء لجأ نحو مليوني شخص إلى البلدان المجاورة بينما نزح داخليا 7 7 ملايين شخص فيما انتقل 220 ألف لاجئ في السودان إلى أماكن أخرى في البلاد ودانت مجموعة محامو الطوارئ الحقوقية في بيان في الرابع من يوليو الحالي توسيع قوات الدعم السريع نطاق العمليات العسكرية لتشمل مناطق آمنة توفر الحماية لمئات الآلاف من النساء والأطفال وكبار السن من المدنيين والاعتداء على ممتلكات المدنيين وفرض قيود على حركتهم وانتهاك كرامتهم ولاية سنار بؤرة صراع رئيسية وأضافت المجموعة أن ولاية سنار أصبحت بؤرة صراع رئيسية بعد شهور من المناوشات على حدود الولاية بين الطرفين وذكرت أن استيلاء الدعم السريع على مقر الفرقة 17 مشاة المركز القيادي للقوات المسلحة السودانية في مدينة سنجة في 30 يونيو الماضي أدى إلى تحول كبير في حياة المدنيين في الولاية وأشارت المجموعة إلى أن مئات الآلاف من النساء والأطفال وكبار السن والمرضي يعانون خلال النزوح بشكل جماعي من ولاية سنار إلى ولايتي القضارف والنيل الازرق بحثا عن الأمان في مأساة وكارثة إنسانية يغض الضمير العالمي البصر عنها كما هو الحال على مدى أكثر من 15 شهرا من الجحيم يعيشها الشعب السوداني تحت وطأة الصراع العبثي لجنرالات متعطشين للسلطة وقالت المجموعة الحقوقية إن الطرفين يفاقمان ويضاعفان معاناة الفارين من الاشتباكات بفرض قيود على المعابر الرئيسية ومنع الفارين من التحرك بسلاسة حيث تسيطر الدعم السريع على معابر ود النيل التي تؤدي إلى ولاية النيل الأزرق وكوبري الدندر وكوبري ود دوبا المؤديين إلى ولاية القضارف وتنهب القوات الموجودة على هذه النقاط سيارات المدنيين وتتركهم يسيرون على أقدامهم بينما تنصب القوات المسلحة ارتكازا في قرية الشقيلة القريبة من كوبري الدندر وتمنع المدنيين من المرور إلى وجهاتهم وقالت غرفة طوارئ مدينة الدندر في ولاية سنار مجموعة تطوعية في بيان في السادس من يوليو الحالي إن مليشيا الدعم السريع هاجمت السبت الماضي قرية حويوا شرق الدندر وقتلت وأصابت عددا من المدنيين وارتكبت مجزرة كالعادة بحق المدنيين العزل دون أسباب كما شنت وكعادتها هجمات بربرية على عدد من القرى في شرق الدندر وهي قرى تخلو من الوجود العسكري بما يكشف نواياها السيئة في النهب والسرقة وتهجير المواطنين قسريا وكانت وزارة الخارجية السودانية قد اعتبرت في بيان في الأول من يوليو الحالي أن المليشيا الإرهابية تتمادى في استهدافها للمدنيين في القرى والمدن وتجمعات النازحين كما شنت عدوانا جديدا على مناطق مختلفة في ولاية سنار شملت قرى جبل موية حيث ارتكبت مجزرة راح ضحيتها أكثر من 40 من المدنيين العزل في ضواحي مدينة سنار وأشارت إلى أن الدعم السريع ارتكبت مجازر بحق المدنيين في مدينة سنار ثم مدينة سنجة التي تعد من أكبر تجمعات النازحين وتسببت هذه الاعتداءات في عمليات نزوح جديدة بعد ما ارتكبته المليشيا من تصفيات للمدنيين وعمليات نهب واسعة وإخلاء قسري للسكان من منازلهم وأضافت أن الدعم حولت مستشفى سنجة إلى ثكنة عسكرية تطلق منها هجماتها العسكرية على الأبرياء ولقي 25 شخصا مصرعهم يوم الخميس الماضي معظمهم من النساء والأطفال إثر غرق عبارة بين قريتي الدبيبة ولوني شرق سنار وعزت مبادرات تطوعية وناشطين أسباب الغرق إلى نزوح المواطنين بالمراكب النهرية عقب اقتحام قوات الدعم السريع منطقة شرق أبو حجار عناصر الدعم نهبوا كل شيء وقال علي طه وهو من سكان مدينة سنجة في ولاية سنار لـالعربي الجديد إن المعركة اندلعت بصورة مفاجئة إذ انتشرت القوات العسكرية وبدأت في تبادل النيران ووجد الناس أنفسهم عالقين في الوسط وأوضح أنهم بعد هدوء الاشتباكات قليلا قرروا الهرب من المدينة ولكن عناصر قوات الدعم السريع كانوا يوقفونهم في الطريق وينهبون كل ما لديهم من أموال وهواتف وذهب من النساء وأضاف طه الذي وصل مع أسرته إلى مدينة كسلا شرقي البلاد أن الكثيرين من سكان الحي وجيرانهم قتلوا بنيران الاشتباكات وآخرون أطلق عناصر الدعم النار عليهم في الشوارع وداخل منازلهم وتابع جارنا ميسور الحال دخلوا منزله ونهبوا كل شيء ثم أوقفوه في الشارع وأطلقوا النار على رجليه وغادروا لقد سرقوا كل شيء من الناس يعرفون منازل الناس بالاسم ودخلوا البيوت وكأنهم جاؤوا إليها من قبل وأشار إلى أن الهروب من المدينة كان صعبا للغاية إذ فر الناس في كل الاتجاهات بسبب اقتحام عناصر الدعم السريع البيوت وأوضح أن الناس كانوا يحملون الصغار وكبار السن للوصول إلى جسر سنجة وسكة الحديد وكان الطريق ضيقا عند الجسر وهناك من قفزوا في الماء للعبور بسرعة ما أدى إلى غرق البعض منهم نتيجة ذلك فتحية جبارة عناصر الدعم أخرجوا النازحين من سياراتهم وأخذوها من جانبها قالت فتحية جبارة وهي من سكان مدينة سنجة لـالعربي الجديد إن عناصر قوات الدعم السريع بدأوا بدخول البيوت منذ اليوم الأول للهجوم وطلبوا الأموال والذهب وكانوا يدخلون المنزل شاهرين الأسلحة في وجهنا ويطلقون الرصاص بداخله بطريقة هستيرية وأضافت يشعرون بغضب عارم وهياج عندما لا يجدون لدينا مالا كثيرا أو ذهبا وليس لدينا سيارة لأخذها وأضافت فتحية التي فرت إلى مدينة كسلا أن عناصر الدعم كانوا يحرصون بصورة خاصة على نهب الهواتف وأضافت المفاجأة أحدثت إرباكا لنا كأسرة في تنظيم عملية خروجنا لأن بعض أفراد الأسرة خصوصا الأطفال كانوا خارج البيت عند وقوع المعركة وجمع أفراد الأسرة كان أمرا شاقا جدا فقد كان الرصاص يتطاير في كل مكان والناس يسقطون مصابين انعدام وسائل النقل وأشارت جبارة إلى أنه بعد الخروج باتجاه كبري سنجة انعدمت وسائل النقل وقضى الهاربون يوما كاملا سيرا على الأقدام للانتقال بين مدينتي سنجة والدندر وتابعت أطفال وعجزة ومرضى عشرات الآلاف من المواطنين قليل منهم من وافاه حظه بوسيلة نقل بعد مشقة ومعاناة كان عناصر الدعم يخرجون النازحين من سياراتهم ويأخذونها وعندما يهم أحدهم بعملية النهب يقدم مبررات مثل قتلتم أبناءنا أو أنكم ظلمتمونا وأفاد نازحون من مدينة الدندر وصلوا إلى مدينة كسلا بأن هناك الكثير من المفقودين جراء الفرار العشوائي لسكان سنجة وضواحيها ومدن الدندر والسوكي ومناطق شرق سنار وأضافوا في أحاديث لـالعربي الجديد أن قوات الدعم السريع استباحت مدينة كركوج في ولاية سنار وما حولها من قرى وضربت المواطنين وأطلقت النار على عدد منهم خصوصا من يعتقدون أنه عسكري أو موظف حكومي كما نهبوا مقتنيات الناس وأموالهم وقال مواطن من مدينة الدندر في ولاية سنار فضل عدم ذكر اسمه إن عناصر من قوات الدعم السريع منعوا الناس من الهروب عبر المراكب البحرية وكانوا يستهدفون الشبان ويدققون في بطاقات الهوية ونهبوا جميع مدخرات النازحين في الدندر وما حولها من القرى مثل البردانة وأبو هشيم وأم ضهير وحويوا وود المصري وكاجا وكاكوم ونشر تجمع شباب سنار مجموعة تطوعية تقريرا في الثالث من يوليو الحالي قوائم لمفقودين من مدينة سنجة تضم 1029 شخصا داعيا نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي للمساعدة في العثور عليهم وأشار التجمع إلى أن هناك صعوبة في حصر عدد القتلى في الدندر متوقعا وفاة أشخاص من الجوع والعطش حيث تعاني الولاية بالكامل من انقطاع الكهرباء والماء وذكر أن عدد الضحايا من المدنيين الذين قتلوا منذ دخول المليشيا ولاية سنار بلغ 297 في جبل موية غربي سنار مع احتمال وجود أعداد لم يتم حصرها بعد