قوى معارضة في الجزائر تحذر من مآلات العزوف الانتخابي حراك صامت
١٧٩ مشاهدة
اعتبرت قوى وشخصيات سياسية معارضة في الجزائر أن العزوف الانتخابي الكبير عن التصويت في الانتخابات الرئاسية التي جرت السبت الماضي شكل رسالة سياسية وحراكا صامتا عبر عن استياء بالغ من المآلات التي انتهت اليها الانتخابات خاصة بعد رفض المترشحين الثلاثة بمن فيهم الرئيس الفائز بالولاية ثانية عبد المجيد تبون للنتائج والأرقام التي أعلنتها الهيئة المستقلة للانتخابات الأحد الماضي ونشر منسق السابق لمؤتمر المعارضة يوليو 2019 والدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي تقدير موقف اعتبر فيه أن العزوف الانتخابي يمثل حراكا صامتا ويدخل البلاد في مرحلة اللاحكم وكتب رحابي أخيرا قال الحراك الصامت كلمته لقد حدث ما كنت أخشاه واستنكرته مرارا البلاد تدخل مرحلة من اللاحكم بسبب عدم تلبية المطالب الكبرى للحراك عدالة حرية محاربة الفساد من جهته نشر حزب جيل جديد تقدمي وقعه رئيس الحزب جيلالي سفيان بيانا تقييميا للانتخابات الرئاسية قال فيه إن أول ما كشفت عنه هذه الانتخابات هو فشل الديمقراطية في البلاد أكثر مما يبدو أنه اختلالات في تسيير الاقتراع ذاته والتي استنكرتها مديريات حملة المترشحين الثلاثة نفسها وأضاف تعد نتائج الانتخابات عرضا دالا على عدم التطابق الواضح بين نظام التمثيل والشعب مشيرا إلى أن المشاركة الضعيفة جدا للجزائريين في عملية التصويت ولا مبالاتهم إزاء كل المؤسسات التمثيلية تعد بمثابة إنذار أحمر بل خطر على أمن الدولة وليس الاحتجاج على بضع مئات الآلاف من الأصوات هو من سيغطي على عزوف 19 مليون مواطن ولاحظ حزب جيل جديد أن غياب أي قدرة على التعبئة الشعبية ولو كانت جزئية لدى المجتمع السياسي الأحزاب والجمعيات والنقابات مثير للتساؤل معتبرا أن أمل الجزائريين في حراك 22 فبراير شباط 2019 تعرض للخيانة واعتبر أن البلاد تعيش اليوم صدمة سياسية حيث صارت الأزمة في الأفق ولا مفر منها إذا لم يتم علاج الوضع البائس مطالبا الرئيس تبون الذي سيتولى عهدة ثانية بأن ينظر إلى هذا الاقتراع على أنه تجلي واضح للإخفاقات السياسية الخطيرة لنظام الحكم ودعا الدولة إلى فتح الباب لمشاورات حقيقية من أجل مراجعة عميقة لمبادئ سير النظام السياسي الحالي وإعادة النظر في مقاييس وطرائق انتقاء الموارد البشرية وإعادة بناء طبقة سياسية أصيلة بعيدة عن الزبانية والجشع واسترجاع الحريات وإطلاق سراح سجناء الرأي وتحرير الإعلام وإصلاح قانون الانتخابات وإعادة التفكير في السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات من جانبها طالبت حركة النهضة بفتح تحقيق حول ملابسات شوهت هذا الاستحقاق الرئاسي واتخاذ الاجراءات اللازمة في حق المتسببين فيه ودعت إلى إعادة تشكيل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات على أسس قانونية وسياسية سليمة وقالت الحركة إن هذا مطلب الطبقة السياسية منذ بداية المسار الانتخابي التعددي بالجزائر نظرا للفشل المتكرر في أداء الهيئة وعدم قدرتها على التعامل بجدية واحترافية مع الاستحقاقات الوطنية الكبرى بما أثر سلبا على الناخبين وعمق هوة العزوف الانتخابي واللامبالاة واللاثقة في مؤسسات الدولة وفي نفس السياق دعا التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية السلطة والطبقة السياسية إلى استيعاب الدرس السياسي وقال بيان للتجمع إن العزوف الانتخابي يعد بمثابة رفض تاريخي مس جميع مناطق البلاد مشيرا إلى أن هذا الدرس يدعو أصحاب القرار إلى العودة إلى الحكمة والقيام بوقفة لمراجعة الوضع فالأولوية اليوم هي لاستعادة الثقة من خلال بدء نقاش يضع المصالح العليا للبلاد في صلبه وتتمثل هذه المصالح في وحدة وسيادة الشعب وتطلعاته إلى الحرية والأمن والتنمية