مصائد النفط الفنزويلي خطة كاراكاس للتغلب على الحصار الأميركي
شهد شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري تحولاً جوهرياً في طريقة تعامل الولايات المتحدة مع صادرات النفط الفنزويلي، بعدما انتقلت الإجراءات من نطاق العقوبات المالية والتجارية إلى الاعتراض المباشر لناقلات النفط في البحر الكاريبي. وأعلنت السلطات الأميركية مصادرة ناقلة نفط عملاقة محملة بالكامل بالنفط الخام الفنزويلي، ومحاولة اعتراض ناقلتين إضافيتين خلال عطلة نهاية الأسبوع، في خطوة وصفتها رويترز بأنها أقسى ضربة تتلقاها شركة النفط الوطنية الفنزويلية (PDVSA) منذ تشديد العقوبات في عام 2019. وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم، عبر حسابها على منصة إكس، السبت الماضي: ستواصل الولايات المتحدة ملاحقة حركة النفط غير المشروعة الخاضعة للعقوبات، والتي تستخدم لتمويل الإرهاب المرتبط بالمخدرات في المنطقة. سنعثر عليكم وسنوقفكم. وبعدها بيومين، قالت في مقابلة مع برنامج فوكس آند فريندز: نحن لا نعترض هذه السفن فحسب، بل نبعث أيضا برسالة إلى العالم بأسره مفادها أنّ النشاط غير القانوني الذي ينخرط فيه مادورو غير مقبول، وأنّ عليه الرحيل، وأننا سندافع عن شعبنا.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في 16 ديسمبر الجاري فرض حصار كامل وشامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل إلى فنزويلا أو تغادرها، واصفاً حكومة الرئيس نيكولاس مادورو بأنّها منظمة إرهابية أجنبية. وقال ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال إنّ فنزويلا محاطة بالكامل بأكبر أسطول بحري جرى تجميعه في تاريخ أميركا الجنوبية، مضيفاً أنّ الحصار سيبقى قائماً إلى أن تعيد كاراكاس كل النفط، والأراضي، والأصول الأخرى. وأدت الإجراءات الأميركية المفروضة في البحر الكاريبي إلى ما يمكن وصفه بـ مصائد النفط الفنزويلي، إذ لم يقتصر أثرها على السفن التي جرى استهدافها مباشرة، بل امتد ليصيب منظومة الشحن البحري بحالة ردع واضحة. ونتيجة لذلك، تحولت العقوبات الأميركية من قيود قانونية إلى اختناق لوجستي فعلي، أصبح معه النفط الفنزويلي متوافراً ومنتجاً، لكنّه غير قادر على الوصول إلى الأسواق العالمية.
كيف تتغلب فنزويلا على الحصار؟
وتحت ضغط هذا الاختناق، اضطرت شركة النفط الوطنية الفنزويلية إلى اللجوء إلى خيار طارئ عالي
ارسال الخبر الى: