مشهد اليمن الموسيقي لحظة احتفاء وأيام من القلق

65 مشاهدة

لا يزال المشهد الموسيقي في اليمن غامضاً ومبعثراً، يعاني من غياب الرؤية الواضحة، رغم وجود محاولات متفرقة من وقت إلى آخر لإحياء الأغنية اليمنية. وبينما تُطلق بين الحين والآخر إصدارات موسيقية متواضعة، تبقى الصورة العامة قاتمة، ولا توحي بقرب حدوث طفرة نوعية تُعيد للموسيقى اليمنية مكانتها المرموقة. وقد بدا هذا واضحاً حتى مع مناسبة يوم الأغنية اليمنية الذي صادف الأول من يوليو/ تموز الحالي، إذ لم يشهد هذا اليوم انفجاراً فنّياً حقيقياً، بل بقي في نطاق التفاعل المحدود والمتكرر سنوياً.

المفارقة أن أكثر ما لفت الانتباه في هذا التوقيت لم يكن أغنية طربية أو إنتاجاً حديثاً، بل زامل حماسي بعنوان سليت سيفي، يمثّل تطويراً لزامل قديم بعنوان الوفاء ما تغيّر، الذي أدّاه المنشد الحوثي لطف القحوم قبل نحو عشر سنوات، قبل أن يُقتل في جبهة هيلان بمحافظة مأرب مطلع عام 2016 أثناء مشاركته في القتال ضمن صفوف جماعة الحوثي. هذا الزامل الجديد، وعلى الرغم من كونه خطاباً تعبوياً سياسياً يحمل مضموناً عقائدياً يخدم الجماعة، فقد انتشر في اليمن، ولاقى تفاعل شرائح لا تؤيد الحوثيين بالضرورة، بل من فئات مناوئة، ما يثير تساؤلات حول قدرة الزامل على مزاحمة الأغنية اليمنية، بل وتجاوزها حتى في مناسبات مخصصة لها.

أكثر ما يلفت في زامل سليت سيفي ليس أنه يعود إلى أحد أشهر منشدي الحوثي، عيسى الليث، بل أتى بأسلوب مختلف، امتزج فيه الطابع الزاملي مع بعض عناصر الشيلة الخليجية، إضافة إلى خفوت الحس الإنشادي والتعبوي المعتاد. يبدو أن رواجه تزامن مع تصاعد دور الحوثيين في المشهد الإقليمي، لا سيما بعد تدخلهم عسكرياً في البحرين العربي والأحمر واستهدافهم الملاحة المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، وفق ما تروجه الجماعة دعماً لغزة. هذا البعد السياسي والإعلامي لعب دوراً غير مباشر في تسويق الزامل عربياً، خصوصاً مع تصاعد الاهتمام الإعلامي بالقضية الفلسطينية.

هذه المعطيات تضعنا أمام مفارقة مركّبة؛ فبينما تُهمّش الأغنية اليمنية، يظهر الزامل، بوصفه خطاباً تعبوياً، على أنّه أحد أبرز تجليات المشهد الموسيقي – إن جاز اعتباره كذلك

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الموقع بوست لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح