مشروع التنمية التركي العراقي استثمار تنموي ضخم على خريطة التجارة

٤٦ مشاهدة
شهدت زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد الاثنين الماضي توقيع اتفاقية مشروع طريق التنمية الاستراتيجي وهو مشروع التنمية التركي العراقي الذي يربط موانئ البصرة على مياه الخليج العربي أقصى جنوبي العراق بالأراضي التركية عبر طريق بري وسكة حديد وبدعم من دولتي قطر والإمارات العربية المتحدة فقد تضمنت الزيارة توقيع مذكرة تفاهم رباعية للتعاون حول مشروع مشروع التنمية التركي العراقي الذي يضم خطوط سكك حديدية وطرقا سريعة تربط بين ميناء الفاو الكبير جنوبا والحدود العراقية التركية شمالا بطول 1200 كيلومتر وبتكلفة مالية تقدر بـ17 مليار دولار ويتوقع أن يدر نحو 4 مليارات دولار سنويا ضمن المرحلة الأولى له عدا عن تشغيل عشرات آلاف الأيدي العاملة وتتركز فكرة مشروع التنمية التركي العراقي بما يحوي من طرق سريعة وسكك حديدية على اختصار مسافة النقل بين آسيا وأوروبا عن طريق الأراضي التركية وتبدأ شبكة النقل هذه من ميناء الفاو في مدينة البصرة العراقية جنوبا مرورا بمحافظة كربلاء وبغداد وصولا إلى محافظة نينوى شمالا ثم إلى الأراضي التركية وصولا إلى ميناء مرسين التركي كما يتفرع داخل تركيا باتجاه الدول الأوروبية المجاورة عبر النقل البري وسينفذ المشروع على ثلاث مراحل المرحلة الأولى تنتهي مع حلول عام 2028 ما سيتيح لميناء الفاو استقبال السفن أما المرحلة الثانية فتنتهي عام 2033 باستكمال بناء السكك الحديدية والطرق البرية كافة الرابطة بين العراق وتركيا انزعاج من المشروع وقال نائب في البرلمان العراقي طلب عدم الإفصاح عن اسمه لـالعربي الجديد إن دوائر إيرانية أظهرت انزعاجا من المشروع العراقي التركي كونه سيقطع الطريق على أن تكون الأراضي الإيرانية بديلا بريا مماثلا وأضاف في اتصال عبر الهاتف أن الطريق من شأنه الإضرار بموانئ عدة في المنطقة حيث سيختصر وقت النقل البحري إلى أوروبا بين 15 و20 يوما من خلال البصرة ثم تركيا برا الى أوروبا وهذا الأمر طبيعي بالنسبة للتنافس على الاستفادة من الجغرافيا في ظل متغيرات أمنية وسياسية واقتصادية مختلفة وكشف عن أن العراق قد يذهب إلى تسريع بعض الخطوات اللازمة للدخول في مرحلة التنفيذ الميداني قبل نهاية العام الحالي بعد وصول شركات الاستشارة التي تخطط للطرق إلى مراحل متقدمة من عملها وقال عضو مجلس النواب العراقي ثائر مخيف إن للعراق الحصة الكبرى من الاستفادة من مشروع طريق التنمية ومساهمة دولتي قطر والإمارات في تمويل هذا المشروع الاستراتيجي ستعمل على تسريع إنجازه ودخوله قيد الخدمة على الرغم من وجود محاولات لأطراف دولية تعطيل المشروع دون أن يسمي تلك الأطراف وأضاف مخيف لـالعربي الجديد هناك من يرفض هذا المشروع الاستراتيجي والحيوي والاقتصادي المهم بالنسبة للعراق والدول المساهمة معه لأن العراق سيكون على سكة الصواب من خلال هذا المشروع الذي سيساهم إلى حد بعيد في تنمية الاقتصاد العراقي وانخفاض نسبة البطالة والفقر وأعرب مخيف عن أسفه من المجاملات التي كانت تقوم بها الحكومات السابقة في العراق تجاه بلدان أخرى على حساب مصالح البلد الاقتصادية والاستراتيجية وأضاف إن انزعاج الكويت مثلا من هذا المشروع هو أمر طبيعي لأنها خططت ليكون ميناء مبارك النقطة هو المشروع الاستراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب بدلا من ميناء الفاو الكبير وشدد مخيف على أهمية استثمار الموارد الاقتصادية وما يمتلكه العراق من موقع جغرافي حيوي يمكن أن يصنع طفرة نوعية في عمليات التبادل التجاري والسلعي من خلال الطريق البري الذي يربط الشرق بالغرب عبر بوابة الخليج العربي مرورا بالعراق وتركيا مشروع استراتيجي وقال المتحدث باسم رئيس مجلس الوزراء باسم العوادي خلال مؤتمر صحافي منذ أيام إن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقعا 26 مذكرة تعاون وبين العوادي أن الاتفاقية الاستراتيجية العراقية التركية التي وقعها رئيس مجلس الوزراء فيها مجموعة من النقاط وسيتم إنشاء صندوق للموارد النفطية التي ستمول المشروع وأوضح العوادي أن العراق منح مخطط طريق التنمية إلى الشركة الإيطالية الاستشارية وأكملت الآن إلى حدود أبعد من بغداد وبدأت المقطع الأول من البصرة إلى الناصرية وبعدها من الناصرية إلى كربلاء وبعدها إلى بغداد وأوضح الخبير الاقتصادي كريم الحلو أن المشاكل الدولية والاقليمية وما تشهده المنطقة من حروب عطلت طرق التجارة العالمية بين الشرق والغرب وآخرها ما يحدث في البحر الأحمر من تعطيل لمسارات السفن التجارية من قبل الحوثيين على خلفية أحداث غزة دفعت الدول للبحث عن طرق بديلة لتسهيل مرور حركة التبادل التجاري أهمية مشروع التنمية التركي العراقي وقال الحلو لـالعربي الجديد إن لمشروع خط التنمية أهمية استراتيجية خاصة وأن وسائل نقل الغاز والنفط وخطوط التجارة الدولية من الخليج العربي ستمر عبر هذا الطريق باتجاه تركيا ثم أوروبا لاختصار الوقت والتكلفة ومخاطر الطريق البحري وأضاف أن الغاز العراقي المقرر إنتاجه من حقول عكاز بمحافظة الأنبار غربا سيكون طريقه سهلا إلى أوروبا عبر هذا الطريق بعد اتفاق العراق مع الولايات المتحدة على أثر زيارة السوداني الأخيرة لواشنطن وفي السياق قال الباحث الاقتصادي علي العامري إن إنجاز المشروع سيتم على 3 مراحل كما سيوفر المشروع نحو 100 ألف فرصة عمل في مراحل الإنشاء وأكثر من مليون فرصة عند انتهائه بالكامل وأكد العامري أن هذا الطريق البري وسكك الحديد سيكونان شريانا وطريقا حيويا مع وجود مخططات لمناطق صناعية وسكنية تحاط بالطريق موضحا أن هذا المشروع سيضع العراق في دور ريادي متكامل في التجارة العالمية فضلا عن أهمية محطات الاستراحة والمطاعم ومحطات تعبئة الوقود وأضاف العامري لـالعربي الجديد أن طريق التنمية ليس طريقا لنقل البضائع فحسب إنما سيكون طريقا للمسافرين وقوافل الحجاج برا من أوروبا وتركيا مرورا بالعراق باتجاه المملكة العربية السعودية وأشار إلى أن طريق التنمية سيشهد عبور آلاف الشاحنات القادمة من أكثر من 25 دولة معتبرا أن هذا المشروع لا يصب في مصلحة العراق فقط بل لمصلحة العديد من الدول وسيخدم المنطقة اقتصاديا ويحقق الفائدة لملايين الأشخاص

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح