مشروع قرار أوروبي يدين إيران لعدم تعاونها مع الطاقة الذرية
٣٨ مشاهدة
قدمت لندن وباريس وبرلين إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الإثنين مشروع قرار يدين إيران لعدم التعاون مع الوكالة على الرغم من معارضة الولايات المتحدة وفق ما أفاد دبلوماسيان ويعد هذا التحرك المناورة الدبلوماسية الأحدث لقوى غربية تخشى من أن تكون طهران تسعى لتطوير سلاح نووي وهو ما تنفيه الأخيرة على الدوام وأفاد مصدر وكالة فرانس برس بأنه تم تقديم النص رسميا ثم أكد مصدر آخر هذه المعلومات وفي معرض تبرير الخطوة أشارت لندن وباريس وبرلين إلى الحاجة الملحة للرد على خطورة الوضع وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة على السلاح النووي التي قامت بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى مرتفع يبلغ 60 بينما تواصل مراكمة مخزونات هذا المعدن المشع ومع تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 صارت إيران أقرب إلى مستوى 90 اللازم لصنع القنبلة الذرية وتجاوزت بكثير نسبة 3 67 المستخدمة في محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية ويعود آخر قرار يدين إيران أقره مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى نوفمبر تشرين الثاني 2022 وقد دفع طهران إلى الإعلان عن تكثيف أنشطة تخصيب اليورانيوم ولدى افتتاح الاجتماع الاثنين عبر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي مجددا عن مخاوفه قائلا إنه من غير المقبول الحديث عن الأسلحة النووية كما يفعل البعض في إيران وفي إشارة إلى الرقابة المحدودة المتاحة للوكالة حاليا على برنامج طهران النووي حذر غروسي من أن الفجوة المعرفية الحالية تجعل من الصعب للغاية العودة إلى النهج الدبلوماسي وخلال الاجتماع الأخير في مارس آذار الفائت أعدت لندن وباريس وبرلين نصا قبل أن تتراجع بسبب غياب الدعم الأميركي ورغم أن واشنطن تنفي رسميا عرقلة جهود حلفائها الأوروبيين إلا أنها تخشى أن يفاقم توجيه اللوم إلى طهران التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر تشرين الثاني المقبل أساسي وملح إلا أن مصادر دبلوماسية تعتبر أن السياسة الحالية غير قابلة للاستمرار نظرا إلى التصعيد الحاصل مضيفة أن الموقف الأميركي قد يتبدل بحلول موعد التصويت على مشروع القرار في وقت لاحق من هذا الأسبوع وتدهورت العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كبير وتواجه الوكالة الأممية صعوبة في الحصول على ضمانات بشأن الطابع السلمي لبرنامج طهران النووي في مطلع مايو أيار الفائت زار المدير العام للوكالة رافاييل غروسي إيران لمعاودة الحوار داعيا إلى نتائج ملموسة بأسرع وقت ممكن لكن مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث مروحية أدى إلى تعليق المحادثات لكن دبلوماسيين يعتبرون ذلك ذريعة للمماطلة ورفض غروسي تلك الانتقادات وقال الاثنين إن التعليق ليس جزءا من أي تكتيك للمماطلة من جانب إيران وأضاف أنه مستعد للجلوس مع السلطات الجديدة بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 يونيو حزيران الحالي وينص مشروع القرار الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس على وجوب أن توفر إيران وعلى نحو ملح تفسيرا مقنعا من الناحية التقنية لوجود آثار يورانيوم في موقعين غير مصرح عنهما بالإضافة إلى ذلك يتعين على إيران التراجع عن سحب تصريحات العديد من مفتشي الوكالة أصحاب الخبرة وإعادة توصيل الكاميرات المستخدمة لمراقبة الأنشطة النووية دون تأخير من جهة أخرى يشير مشروع القرار إلى القلق الناجم عن التصريحات العلنية الأخيرة في إيران حول قدرتها من الناحية الفنية لانتاج السلاح النووي واحتمال حصول تغييرات في عقيدتها النووية رد إيران سيكون جديا وفعالا تخلت إيران تدريجا عن التزاماتها ضمن الاتفاق الدولي المبرم العام 2015 مع الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بشأن برنامجها النووي وكان من شأن هذا الاتفاق أن يحد الأنشطة الذرية الإيرانية في مقابل رفع العقوبات الدولية عنها إلا أن الاتفاق انهار بعد الانسحاب الأميركي الأحادي منه بقرار من الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2018 وقال المحلل الإيراني في مجموعة الأزمات الدولية نيسان رافاتي لوكالة فرانس برس إن المواجهة بين أعضاء المجلس تعكس مأزقا أوسع بشأن إيران في ظل ضعف النشاط الدبلوماسي وتزايد القلق حيال برنامج يتسع نطاقه تحت إشراف دولي محدود وحذر المستشار السياسي للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي علي شمخاني السبت على منصة إكس من أنه إذا تبنت بعض الدول الأوروبية المضللة موقفا عدائيا تجاه إيران في المجلس فإنها ستواجه ردا جديا وفعالا من بلادنا أما موسكو التي تقربت من طهران في السنتين الأخيرتين فقد حذر سفيرها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ميخائيل أوليانوف عبر منصة إكس من أن مشروع القرار هذا معاد لإيران ومن شأنه أن يفاقم الوضع على نحو جدي فرانس برس