غزة مشاهد وألوان وبانوراما حزينة تجربة شاهد عيان
17 مشاهدة
| د. كامل خالد الشامي
بعد أن هدأت أصوات المدافع، وانتهت عمليات الجيش الإسرائيلي الكبرى في قطاع غزة، استقرت هدنة سارية المفعول، لكنها “هدنة” تُخترق يومياً بضجيج الطائرات المسيّرة، وعمليات القنص، وتدمير المنازل، والاغتيالات التي تسير بوتيرة أقل لكنها لا تتوقف؛ إنها الحرب في “صورتها الناعمة”.
واقع الجغرافيا السياسية
تسيطر إسرائيل اليوم على 53% من مساحة قطاع غزة، وتحكم حصاراً مطبقاً على ما تبقى من خلال التحكم الكامل في المعابر والبحر والجو. أما الجزء الذي لم يحتله الجيش فيزيائياً، فقد زُجّ فيه بكل سكان القطاع بعد تدمير بيوتهم ومزارعهم. هُجروا إلى الشريط الساحلي الغربي ليعيشوا في خيام ومعسكرات نزوح تفتقر لأدنى مقومات الحياة، ويمكن وصفها بأنها تشبه إلى حد كبير معسكرات الاعتقال، حيث الجوع والمرض والتهديد الدائم بالقصف.
تفتت السلطة والميليشيات
في هذه المناطق الضيقة، تبرز ملامح حكم منهك؛ حيث تحاول حماس السيطرة وجمع الضرائب لتوفير مرتبات موظفيها، بينما يشاركها المشهد أربع ميليشيات شعبية تنافسها على السلطة. ترتبط بعض هذه الميليشيات بالسلطة الفلسطينية (الممنوعة من التواجد الفعلي)، بينما يرتبط بعضها الآخر بجيش الاحتلال. هذه القوى تطالب صراحة بإنهاء حكم حماس، محملة إياها مسؤولية الدمار الهائل الذي لحق بالسكان وممتلكاتهم.
إبادة المكان (اللاندسكيب)
وسط تدفق إغاثي ضعيف لا يلبي الاحتياجات، يبرز المشهد الأكبر: لقد دمرت إسرائيل البنية التحتية بالكامل، وحولت المدن والقرى إلى مساحات صحراوية من الركام. لقد شُطبت “البانوراما” الغزية تماماً؛ فلم يعد هناك معالم توحي بأن هنا كانت مدينة أو قرية، بعد التدمير الشامل لـ “اللاندسكيب” والمساحات الزراعية.
مستقبل غزة: “خطة ترامب”
مستقبل القطاع اليوم بات في أيدٍ أمريكية؛ حيث فصلت إسرائيل غزة عبر ما يسمى “الخط الأصفر”، مع تمركز قواتها في مناطق شرق غزة (شمال-جنوب) لمنع أي تحرك فلسطيني باتجاه هذا الخط.
وتشير ملامح الخطة الأمريكية (التي تحظى بقبول أطراف دولية وإقليمية) إلى الآتي:
مجلس سلام: يتكون من 10 شخصيات عالمية وعربية برئاسة “ترامب”، وبمشاركة فريق يضم كوشنر وأعضاء دوليين بارزين.
حكومة تكنوقراط: تتولى إدارة الشؤون اليومية للقطاع
ارسال الخبر الى: