مسنو غزة معاناة مزدوجة بين نار الإبادة وجحيم الحصار

الثورة / متابعات
مع استمرار العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، تتعمق معاناة كبار السن الذين أصبحوا في قلب الأزمة الإنسانية التي لا تنتهي.
هذه الفئة، التي يُقدّر عددها بحوالي 107 آلاف شخص، أي ما نسبته 5% من سكان القطاع، تعيش ظروفًا مأساوية داخل خيام النزوح ومراكز الإيواء، حيث تفتقد أبسط مقومات الحياة الصحية والغذائية.
ألم وخوف
تروي الحاجة معينة بدرة، 75 عامًا، قصتها المؤلمة بقلب ينزف من الألم والخوف. “تركت أدويتي في البيت ونسيت أخذها معي، من هول ما رأينا، ولم أعد قادرة على العودة أو إرسال أحد من أبنائي لجلبها خوفًا عليه”، تقول بدرة بصوت يرتجف، وهي تعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وتحتاج إلى أدويتها بشكل منتظم.
تُوفي مسنان اثنان أثناء نزوحهما القسري بعد أوامر الإخلاء الفوري التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة
حيث تعرضوا لمعاملة قاسية عند الحاجز بالقرب من الإدارة المدنية شرق مخيم جباليا و تركوا لساعات تحت أشعة الشمس ورفض الجنود تزويدهم بالماء وقاموا بالتنكيل.
لم يكن المرض يشغل بالها قبل الحرب، فقد كانت الأدوية متوفرة والمستشفيات تعمل، لكنها الآن تشعر بالخذلان أمام واقع مرير، حيث المستشفيات باتت كارثية، والأدوية نادرة، في ظل إغلاق المعابر وتعزيز الحصار الذي بدأ منذ مارس الماضي.
هذه السياسات المنهجية لتدمير مقومات الحياة لم تفرق بين صغير أو كبير، لكن كبار السن دفعوا الثمن الأغلى.
مشهد مؤلم لمسن في غزة يجهش بالبكاء قائلاً (ما أكلتش من يومين).
المسن فقد جميع أبنائه بسبب الحرب إضافة لفقدان ساقه وأصبح على كرسي متحرك.
المشهد يجسّد معاناة الجوع والألم التي يعيشها سكان غزة.
النزوح المتكرر هو حالة دائمة لهم، إذ تقول بدرة: “كلما استقر بنا الحال، يُقصف المكان الذي نعيش فيه، فنضطر للهرب مرة أخرى بلا هدى، ولا نعلم أين سنذهب”.
مشاعر العجز والخوف باتت رفيقة كل خطواتها، فهي تعيش في خيمة داخل مركز نزوح في مدينة غزة، وتعاني من عدم قدرتها على الحركة، متمنية فقط أن
ارسال الخبر الى: