مسلسل المماليك سيف الدين السبيعي أمام تحد تاريخي صعب
٨٢ مشاهدة
كشفت مواقع فنية سورية أن المخرج سيف الدين السبيعي يتحضر لتصوير عمل تاريخي يحمل اسم المماليك ويجمع نجوما من سورية ومصر مما يفتح الباب على عودة الدراما السورية لإنتاج الأعمال التاريخية لكن السؤال يدور حول قدرة فريق العمل على الخروج بنتيجة قيمة تؤرخ لحقبة مهمة من التاريخ العربي والإسلامي وأن يكون العمل مكملا لنجاح عشرات الأعمال التاريخية التي أنتجتها الدراما السورية باقتدار وبحسب ما كشف عنه فإن العمل يتناول مرحلة الصراع الصليبي مع الأيوبيين والمماليك وسيتم تصويره في سورية ومصر وما زالت الاتفاقات جارية مع عدد من الفنانين السوريين والمصريين للمشاركة فيه وهو من كتابة السوري محمد اليساري وإنتاج شركة إيبلا السورية للإنتاج الفني ويعالج العمل المرحلة الأخيرة من حياة الدولة الأيوبية بالتزامن مع صعود المماليك إلى سدة الحكم ومواجهتهم الحملات الصليبية إضافة إلى العديد من الخطوط الدرامية الفرعية ومن المقرر أن يعرض في موسم مسلسلات رمضان العام المقبل والسلطنة المملوكية هي إحدى الدول الإسلامية التي قامت في مصر خلال أواخر العصر العباسي الثالث وامتدت حدودها لاحقا لتشمل الشام والحجاز ودام ملكها منذ سقوط الدولة الأيوبية سنة 1250 حتى بلوغ الدولة العثمانية ذروة قوتها وضم السلطان سليم الأول الديار الشامية والمصرية إلى دولته بعد هزيمة المماليك في معركة الريدانية سنة 1517 وتعد فترة الحكم المملوكي فترة معقدة من حيث التناول التاريخي كونها شهدت محطات سياسية كثيرة ومتقبلة من نهاية الدولة التي قبلها بالإضافة للصراع مع الأيوبيين وإحياء الخلافة العباسية وليس انتهاء بالصراع مع العثمانيين وانتهاء الدولة وبين كل ذلك الحروب والغزوات لا سيما المواجهة مع الصلبيين والمغول وكان المخرج الراحل حاتم علي عرابا للدراما التاريخية والتوثيقية في سورية من خلال إخراجه ثلاثية الأندلس صقر قريش وربيع قرطبة وملوك الطوائف وصلاح الدين الأيوبي والعمل التوثيقي الهام التغريبة الفلسطينية بالمشاركة مع الكاتب الكبير وليد سيف وحملت قيمة فنية وتاريخية وأدبية كبيرة لذا فإن السؤال سيكون مشروعا عما إذا كان المخرج سيف السبيعي بإمكانه تقديم عمل من خلال المماليك يوازي مستوى الأعمال التاريخية التي قدمها حاتم علي أو غيره من المخرجين بالعودة إلى سيرة المخرج سيف الدين السبيعي فلا نجد في مشواره ما يؤهله لقيادة دفة عمل بمادة تاريخية دسمة مثل المماليك فجميع الأعمال التي أخرجها تدور في إطار الدراما الاجتماعية وتحمل في معظمها طابعا ترفيهيا باستثناء عمل تاريخي واحد هو الإمام الشافعي عام 2007 والذي لم يحصد اهتماما أو رواجا كباقي الأعمال التاريخية التي أنتجتها الدراما العربية أما بالنسبة لشريك السبيعي في العمل وهو الكاتب محمد اليساري فقد قدم نفسه على أنه مختص بكتابة الأعمال التاريخية لكن أعماله الثلاثة التي قدمها سابقا وهي الإمام 2017 والحسن والحسين 2011 وفتح الأندلس 2022 لم تكن مهمة من حيث جودة المادة التاريخية التي قدمتها أعمال سابقة للدراما السورية سواء عن المواضيع ذاتها أو في إطار الدراما التاريخية بشكل عام كل ذلك سيضع جودة المماليك محط شكوك بانتظار الإعلان عن نجوم العمل وظروف الإنتاج والأهم النتيجة النهائية من خلال عرض العمل في الموسم الرمضاني المقبل عام 2025