مسرحية النقشة معركة العقل داخل واقع يزور الحقيقة
في جناح معزول للمرضى النفسيين، تتجاور فيه الهلاوس مع أشلاء الذاكرة، تفتح مسرحية النقشة باباً واسعاً على سؤال العقل إذ يتحوّل إلى موضوع للخصومة والسلطة. العمل، الذي استلهمه المخرج والمؤلف عبد المجيد سعد الله من قصة حقيقية وقعت في جهة الشاوية ورديغة؛ كما صرّح لـ“العربي الجديد”، ينطلق من حكاية فتاة يُصادر مجتمعها حقّها مرتين؛ الأولى حين يُسلب إرثها احتيالاً، والثانية حين تُنتزع منها أهلية عقلها بإجبارها على دخول مستشفى للأمراض النفسية، حتى لا تُزجّ في السجن.
تقول الفتاة، الباتول: أنا لست مجنونة، أنا امرأة سُلبت حقّها، لتصبح مطالبتها الأساسية هي الاعتراف بأنها عاقلة، بعدما كانت تطالب بمالِها. وقد قُدم العرض نهاية الأسبوع الماضي على خشبة مسرح مولاي رشيد بمدينة الدار البيضاء.
يقول المخرج عبد المجيد سعد الله في حديثه لـالعربي الجديد إنّ الواقع أوسع من الخيال وإنّ ما يرصده العمل يمثل نموذجاً لا ينفصل عن بنية اجتماعية تُعاقَب فيها المرأة إن دافعت عن حقها، ويُستخدم الجنون كآلية رمزية لإسكات الصوت المتمرّد، امرأة كان ام رجلا.
تحيك المسرحية حبكتها داخل فضاء مغلق، لكن أسئلتها تتجاوز الجدران
يضيف أيضا: لكل جماعة قائد، حتى أولئك الذين نعتبرهم خارج دائرة العقل. نزلاء المستشفى أنفسهم قادرون على بناء نظامهم الداخلي حين تتخلى المؤسسة عن دورها.
يفتتح العرض بمشهد قفز الباتول، التي تجسدها جميلة مصلوحي، من جناح النساء إلى جناح الرجال، في مستشفى يفتقد الطبيب والتجهيزات، ويُترك فيه المرضى لتنظيم حياتهم ببداهتهم الخاصة. داخل هذه الفوضى، يتقمص قائد النزلاء دور طبيب غائب، لتتكون لحظة تداخل لافت بين الكوميديا وسواد الواقع، حيث يصبح الوهم وسيلة لاحتضان حقيقة مُرة وهي أن المؤسسة المعنية بالعلاج غائبة تماماً عن الدور المنوط بها.
إلى جانب الباتول، يبرز صالح، المعروف بين النزلاء بـصويلح ويجسده سامي سعد الله، الشاب الذي أُدخل المستشفى بعد اضطراب مرتبط بالإدمان. يعترف ساخرا: أنا صالح الذي لا يصلح لشيء في نظر المجتمع، لكنه يتحول داخل الجناح إلى شخصية محورية قادرة على قيادة ثورة صغيرة لإعادة الاعتبار للعدالة، فيصبح
ارسال الخبر الى: