مسرحية الطامة ذاكرة العدوان الإسرائيلي على لبنان
مرّ عام تقريباً على بدء العدوان الإسرائيلي الموسع على لبنان. عام من القصف الإسرائيلي، انتهى بتشريد أكثر من مليون إنسان من بيوتهم. ورغم أنّ وقف إطلاق النار لا يزال قائماً على الورق، فإن القذائف لم تتوقف، والحياة بقيت معلّقة، بعيدة عن أي عودة إلى طبيعتها.
في هذا الزمن المعلّق، جاءت محاولة فنية لتوثيق الحكاية من داخلها. بعد ستة أشهر على الهدنة، صدر كتاب مذكّرات النزوح في لبنان، وهو مشروع صحافي تشاركي من منظمة ذا نيو هيومانيتاريان، يقدّم شهادات حقيقية للنازحين، لا باعتباره حدثاً عابراً بل جرح مفتوح يلاحق الناس حتى بعد العودة إلى منازلهم، أو منفى داخلي للذين لم يجدوا سوى الخراب.
اليوم تنتقل هذه المذكرات إلى الخشبة عبر مسرحية الطامة، إنتاج مشترك مع مسرح لبن، حيث تتحوّل الشهادات إلى عرض حي وتفاعلي بالعربية. العمل يمزج بين الأداء والموسيقى الأصلية والصور والفيديو، ويكسر الجدار مع الجمهور عبر سؤال مباشر: خبرونا قَصصكم، لتُعاد تمثيل شهاداتهم على الفور. هنا لا يقتصر المسرح على استعادة الماضي، بل يضع الحاضرين في قلب التجربة.
المسرحية تستند إلى عشر شهادات حقيقية: أبو علي، عباس، حسن، ليو، نور، راجيدا، ريهام، روبرت، زهرا، وياسمين. وجوه مختلفة وبيوت متروكة بين الملاجئ والمدارس والبساتين وأرصفة البحر. بعضهم حمل معه ذكرى صغيرة؛ قطعة مجوهرات، أو كتاباً مقدّساً، أو كلباً أليفاً، بينما غادر آخرون خفافاً بلا شيء. بعضهم عاد، وبعضهم وجد الخراب وحده.
تبدأ المسرحية بقصة عروس ضاع زفافها تحت القصف، وتنتهي عند ارتباط عاطفي بـالسيد حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله الذي اغتالته إسرائيل في 27 سبتمبر/ أيلول 2024) على وقع جملة من أغنية شعبية: عشرة قديمة ومتخاوي أنا وياه.
المخرج السوري حسام دلال، الذي تولى إخراج العمل، قال لـالعربي الجديد: الأصعب كان الحفاظ على إيقاع العرض ومنح كل شخصية حقها، لأنّ القصص أمانة. إعادة هذه الذاكرة هي أرشفة ومسؤولية جماعية، لنقول للعالم إنّ ما جرى قد وقع فعلاً. المواجهة مع الذكرى شرط من شروط التعافي. وأضاف أنه يأمل
ارسال الخبر الى: