مسرحية السلاح المهرب تخفي وراءها حلما صهيونيا في اليمن
في كُـلّ مرة تُعلِنُ فيها قوى العدوان أَو أدواتُها في اليمن عن «ضبط شحنة أسلحةٍ إيرانية»، يتكرّر المشهدُ نفسَه: صورٌ مبهمة، تصريحاتٌ متضاربة، واتّهاماتٌ جاهزة تُغلق بابَ الشكِّ.
لكنّ ما وراء هذه الرواياتِ المتكرّرة يكشف عن مشهدٍ أكثر تعقيدًا وخطورةً؛ إذ تُستغلُّ هذه القضايا لتلميعِ أدوات العدوّ، وتبريرِ استمرار الدعمِ الصهيوني والغربي لهم تحت ذريعة مواجهةِ «التهريب الإيراني».
سلاحٌ بوجهين: مكسبٌ دعائي وخطُّ إمدَاد مستتر
ما يُروَّجُ له على أنه «ضبطُ شحنةٍ إيرانية متجهةٍ إلى الحوثيين» غالبًا ما يكون في الواقعِ شحنةَ دعمٍ موجَّهةً لأدوات الاحتلال أنفسهم، تُقدَّمُ لهم بطرقٍ ملتويةٍ، ثمّ يُعادُ إخراجها إعلاميًّا كمسرحيةٍ ترفعُ من رصيدِهم المعنوي وتخدمُ أجندة الداعمين.
هكذا تتحوّل «الشحنةُ المضبوطة» إلى ورقةٍ سياسيةٍ:
تكسبُ العملاءِ قيمةً معنويةً أمامَ جمهورِهم، بإظهارهم كـ”حُرَّاسٍ للسيادة” في مواجهةِ “الخطرِ الإيراني”.
تُبقي الدعمَ العسكري والاستخباراتي مفتوحًا لهم تحت مظلّةِ مكافحةِ التهريب.
تُغطي على الإمدَاداتِ الحقيقيةِ التي يتلقّونها من كَيانِ الاحتلال الصهيوني وداعميهِ عبر وسطاء إقليميين.
كَيان الاحتلال و«الشرعية»: دعمٌ غيرُ مباشرٍ بغطاءٍ إعلامي
في سياقِ الصراعِ، بات واضحًا أن كَيانَ الاحتلال لا تحتاجُ إلى الظهورِ العلني لدعمِ عملائها في اليمن.
فكلما أعلنت «الشرعية» أَو قواتُ طارقِ عفاش عن ضبطِ شحنةٍ قالت إنها «إيرانية كانت في طريقها إلى الحوثيين»، تُفتح أمامها أبواب الدعمِ السياسيِّ والماليِّ والعسكريِّ، ويُعادُ تنشيطُ قنواتِ التنسيقِ مع الاستخباراتِ الأمريكية والصهيونية تحتَ ذريعةِ «مكافحةِ النفوذِ الإيراني».
بهذه الطريقةِ، تُخفي تلّ أبيب دعمَها المباشرَ خلف ستارِ «التحالفِ العربي»، وتُقدّمُ خدماتِها عبر وكلاءَ محليين، دون أن تتحمّل أية تبعاتٍ سياسيةٍ أَو قانونية.
طارق عفاش نموذجًا: عندما تُصنَع البطولةُ من الوهم
آخرُ هذه المسرحيات تمثّل في إعلان قواتِ طارقِ عفاش عن ضبطِ شحنةٍ قالت إنها «إيرانية كانت في طريقها للحوثيين».
لكن مصادرَ ميدانيةً وتحليلاتٍ مستقلةٍ كشفت أن الشحنةَ كانت في الحقيقةِ موجّهةً لمعسكرِ طارقٍ نفسه، وجاءَ الإعلان عنها بهذه الطريقةِ لتضليلِ الرأيِ العامِّ داخلَ صفوفِه، حتى لا يدركَ أتباعُه أن الدعمَ يأتي من قوى مرتبطةٍ بالمشروعِ الصهيوني، وليس من
ارسال الخبر الى: