مسجد الأشرفية مفخرة الدولة الرسولية في تعز اليمنية

٣٨ مشاهدة
يقع مسجد ومدرسة الأشرفية على السفح الشمالي لقلعة القاهرة التاريخية في مدينة تعز جنوب غربي اليمن ويعتبر من أشهر المعالم الإسلامية في المدينة وتحفة معمارية شاهدة على عظمة الدولة الرسولية وكانت مدينة تعز عاصمة الدولة الرسولية التي أسسها الملك المنصور وحكمت اليمن بين العامين 628 و858 الميلاديين وامتد نفوذ الدولة الرسولية من حضرموت جنوبا إلى مكة شمالا واشتهرت الدولة الرسولية بأن حكامها كانوا من أصحاب المؤلفات في مختلف العلوم وتركوا إرثا كبيرا واهتموا ببناء المساجد والمدارس وأمر بتأسيس مسجد الأشرفية الملك الأشرف إسماعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر الرسولي وبدأت أعمال التشييد عام 800 الهجري وافتتح عام 803 الهجري وحرص السلطان الأشرف لدى بناء المسجد الذي حمل اسمه على الجمع بين العلم والعبادة وألحق به مدرسة لتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية والحديث والفقه وعلوم اللغة وظلت الأشرفية تدرس المذاهب الأربعة بلا تعصب كما هو دين الدولة الرسولية لكن نجمها خفت بانتهاء هذه الدولة أمام جيش بروسباي المملوكي عام 1516 الميلادي وما تلاه من حروب بين أئمة اليمن وجيوش الاحتلال الأيوبي والتركي التي جعلت تعز مدينة خراب ويذكر مؤرخون أن ولاة الأوقاف أهملوا مدرسة الأشرفية ولم يرمموا التشققات والتصدعات داخله وضاعف من محنة هذه المدرسة اتخاذها باستثناء المسجد مدبغة للجلود وبني أساس المسجد من أحجار صلبة جرى جلبها من سائلة الماء القريبة من المكان واستخدم في البناء الطوب الأحمر ومادة القضاض التي تتضمن النورة وحصى صغيرة تعرف باسم النيس ما منحه لونه الأبيض المميز ويتضمن المسجد مئذنتين تؤامين بارتفاع 35 مترا تقعان في جهتيه الشرقية الجنوبية والغربية الجنوبية ولكل مئذنة بدن وقاعدة مرتفعة وتنبثق منها مئذنة مبنية على الطراز الرسولي وتتوج قمتها قبة متوسطة الحجم ما يمنحها شكلا معماريا فريدا ومميزا بالأشكال الهندسية البديعة التي تزخرفها ويتضمن المسجد أيضا ثماني قبب صغيرة وقبة كبيرة في الوسط جرى تصميمها جميعها بشكل معماري منحها هيئة مميزة نتيجة التناغم مع المئذنتين ويتميز المسجد بالنقوش والزخارف والخطوط الإسلامية التي تزين جدرانه الداخلية وقبابه ومحرابه ويتضمن منحوتات حجرية ومشربيات خشبية هي نقوش تكشف تطور العمارة الإسلامية في ظل حكم الدولة الرسولية وتبلغ مساحة بيت الصلاة 50 ذراعا طولا و25 ذراعا عرضا وتتسع لنحو 200 مصل وتضم باحة المسجد قبور السلطان الأشرف وأولاده وهي ثمانية أضرحة للملك الأشرف إسماعيل وابن الملك الأشرف الأول أحمد الناصر والابن الثاني للملك الأشرف محمد المفضل وحفيد الملك الأشرف عبد الله المنصور بن الناصر أحمد وحفيد الملك الأشرف شمس الدين بن أحمد الناصر وحفيد الملك الأشرف هزبر الدين بن أحمد الناصر وحفيد الملك الأشرف عمر المجاهد بن محمد المفضل والملك الظاهر أو المؤيد آخر ملوك الدولة الرسولية وللمسجد ثلاثة أبواب رئيسية هي باب شرقي وباب جنوبي وباب غربي وثمانية أبواب في قاعة الصلاة وثمانية أبواب في الفصول الداخلية وثمانية أبواب في الفصول الخارجية و12 بابا في قسم الحمامات وللمقبرة خمسة أبواب وفي المداخل ثلاثة أبواب وبابان للمنارتين إضافة إلى ثلاث خزنات جدارية وعلى حجر الأساس الأول كتبت عبارة بدأت العمارة في هذه المدرسة السعيدة في ثاني ربيع آخر سنة 800 وعلى حجر الأساس الثاني عبارة أمر بعمارة هذه المدرسة المباركة مولانا وملكنا السلطان بن السلطان السيد الأجل الملك الأشرف ممهد الدنيا والدين إسماعيل ابن العباس بن علي بن داوود بن يوسف خلد ملكه ونصره ونتيجة للمكانة التاريخية التي يتميز بها مسجد الأشرفية وضعت صورته على العملة اليمنية من فئة 100 ريال باعتباره من أبرز المعالم التاريخية الإسلامية وتعرض مسجد ومدرسة الأشرفية لمخاطر هددت بانهياره بسبب استخدام الإمام أحمد يحيى حميد الدين الذي حكم اليمن بين عامي 1948 و1962 نهاية المسجد مدبغة للجلود وأيضا بسبب الملوحة الموجودة في المواد التي استخدمت في بنائه ما أثر سلبا على الأساسات واستدعى ترميمه مرات من بينها خلال الفترة بين عامي 2005 و2015 على يد خبراء إيطاليين وحصل الترميم وفقا لمعاير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونيسكو وخلال الحرب التي شهدتها اليمن منذ عام 2015 أصيبت المنارة الشرقية للمسجد بقذيفة أطلقها الحوثيون ما تسبب في سقوط جزء من شرفة المنارة كما تعرض المسجد للعديد من طلقات القناصة التي حطمت بعض النوافذ والقمريات وباعتباره من أهم الآثار الإسلامية في اليمن يحرص كثيرون على زيارة المسجد الذي يقع في المدينة القديمة ويضم عددا من المساجد مثل مسجد المظفر وقبة الحسينية والمدرسة المعتبية ومسجد وضريح الشيخ عبد الهادي السودي يقول عبد القادر الصبري لـالعربي الجديد مسجد ومدرسة الأشرفية مفخرة الدولة الرسولية في تعز التي حكمت اليمن وصولا إلى مكة وذاعت شهرتها نتيجة تطور العلوم الدينية والدنيوية فيها وتولى علماء دين اشتهروا بالعدل والحق حكمها فكانوا فعليا رجال دين ودولة ويتميز المسجد بالنقوش والزخارف التي تكشف تطور اليمن خلال تلك الفترة ويعد من أبرز معالم اليمن وزارته شخصيات عالمية مهمة عدة من بينها الكاتب الألماني الحائز جائزة نوبل في الآداب غونتر غراس الذي أبدى دهشته بما شاهده من نقوش وزخارف داخل المسجد ووصف زوار مهمون المسجد بأنه لوحة فنية مكتملة خصوصا قاعة الصلاة والكتابة الموجودة في العقود والقباب تحكي فلسفة حوار الأديان عن طريق الزخرفة التي كانت الهواية المفضلة لملوك الدولة الرسولية وبحسب متخصصين في الآثار بني المسجد والمدرسة بإمكانات مضاعفة سمحت بصمودهما مئات السنين في وجه الإهمال والعبث بحسب من أرخوا لمعالم الحقبة الرسولية في وقت انهارت عشرات المدارس المماثلة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح