مستمرون في غينا وفي تردينا إلى متى

العميد القاضي د/ حسن حسين الرصاب
نظرة أعمق في مظاهر الضعف والتشتت العربي تجاه القضية الفلسطينية ، وحرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة..
لقد كشفت حرب غزة الأخيرة عن واقع مرير لم يعد بالإمكان تجاهله أو تجميله، واقع تتجلى فيه أبعاد الوهن العربي في أدق تفاصيله لم تكن المسألة مجرد فشل في اتخاذ موقف موحد، بل تعدت ذلك لتكشف عن خلل بنيوي عميق يضرب أركان العمل العربي المشترك، إن وجد.
1. غياب الإرادة السياسية الحرة
إن أبرز ما يميز المشهد العربي الحالي هو غياب الإرادة السياسية المستقلة لدى غالبية الأنظمة فبدلاً من أن تكون القرارات نابعة من مصالح الأمة وشعوبها, تبدو وكأنها مرهونة لأجندات خارجية تمليها القوى الكبرى في سياق حرب غزة, تجلى هذا في:
الخضوع للضغوط الدولية :
بينما كانت بعض الدول الغربية تمارس ضغوطاً هائلة لدعم إسرائيل أو على الأقل لعدم إدانتها بشكل صريح، بدت الأنظمة العربية كمن يتلقى الأوامر ووجب عليها التنفيذ فكانت تصريحاتها وبياناتها لا تتجاوز حدود ما هو مسموح به دولياً، وحتى لوكان ذلك على حساب دماء الأبرياء.
التبعية الاقتصادية والسياسية إن الارتباطات الاقتصادية والسياسية المعقدة بين بعض الدول العربية والقوى الغربية جعلت من الصعب إن لم يكن مستحيلاً اتخاذ مواقف جريئة تتعارض مع مصالح تلك القوى هذا الارتباط يخلق حلقة مفرغة من التبعية التي تعيق أي تحرك فعال.
2- تآكل الشرعية الشعبية وخيار الضغط من الأسفل:
عادة ما تكون الشعوب هي المحرك الأساسي لأي تغيير حقيقي إلا أن حالة غياب الشرعية الشعبية وضعف آليات التعبير عن الإرادة الشعبية في العديد من الدول العربية أدت إلى قمع الأصوات المعارضة حيث شهدنا حملات واسعة النطاق لأي مظاهرات أو فعاليات شعبية تضامناً مع غزة وكأن الأنظمة تخشى حتى من غضب شعوبها الذي قد يترجم إلى ضغط حقيقي عليها لتغيير مواقفها وهذا شكل فجوة بين الأنظمة والشعوب حيث اتسعت الفجوة بين الخطاب الرسمي للأنظمة والمشاعر الجياشة للشعوب العربية تجاه القضية الفلسطينية وخاصة حرب الإبادة والتجويع في غزة بينما
ارسال الخبر الى: