يعمل كوادر مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس تحت ضغوط كبيرة منذ خروج مستشفى غزة الأوروبي نهار الثلاثاء الماضي عن الخدمة نتيجة قرار بالإخلاء وبالتالي تحويل كافة الحالات المرضية التي كانت فيه إلى مجمع ناصر الذي يعاني من نقص الإمكانيات ومحدودية مستلزمات تقديم الخدمات الطبية وتعمل في مدينة خانيونس حاليا ثلاثة مستشفيات هي مجمع ناصر الطبي والمستشفى الكويتي الميداني إضافة إلى مستشفى الهيئة الطبية الدولية الميداني والمستشفيات الثلاثة غير قادرة على تغطية الخدمات الطبية لأكبر تجمع للنازحين داخل قطاع غزة بعد النزوح الكبير من مدينة رفح كما أن مجمع ناصر والمستشفى الكويتي معرضان للتوقف بسبب نقص الوقود ومثلهما أربعة مراكز صحية حكومية صغيرة ويخشى النازحون إلى منطقة المواصي توقف الخدمات الصحية في مجمع ناصر أكبر مستشفيات جنوب القطاع والذي يغطي غالبية حالات الطوارئ في المنطقة بينما يعتبر خروج المستشفى الكويتي الميداني عن الخدمة كابوسا لمن يحولون من غرب مدينة رفح ومن بينهم جرحى ومرضى وحالات ولادة وكذلك بعض حالات الطوارئ المحولة من منطقة المواصي والمستشفى بحاجة إلى الوقود والمعدات الطبية لمواصلة العمل وأكدت إدارتا المركزين الطبيين أن أمامهما ساعات محدودة قبل الخروج عن الخدمة وفي حال توقف العمل في المستشفيين فإن محافظتي جنوب قطاع غزة ستكونان من دون أي مستشفى مركزي يقدم الخدمات الطبية ويقدر المكتب الإعلامي الحكومي أن أعداد الموجودين في مدينة رفح لا تتجاوز 100 ألف نسمة بينما زاد عدد الموجودين في مدينة خانيونس إلى أكثر من 850 ألف نازح فضلا عن سكان المنطقة الذين عادوا إليها بعد الانسحاب الإسرائيلي عقب عملية الاحتلال العسكرية على المدينة وجميع هؤلاء معرضون للخطر خصوصا بعد خروج جميع المراكز الصحية في مدينة رفح عن الخدمة تعمل في خانيونس حاليا ثلاثة مستشفيات إضافة إلى بضعة نقاط طبية في مجمع ناصر الطبي تقرر تحويل حالات مرضية وجرحى من قسم الطوارئ إلى قسم المبيت لتوسيع نطاق الاستيعاب وزيادة عدد الأجهزة المتاحة للطوارئ خصوصا أجهزة التنفس الاصطناعي ورغم ذلك لا يزال مجمع ناصر عاجزا عن تلبية الخدمة الطبية المتزايدة وأعداد الجرحى والمرضى داخل المجمع ممن يحتاجون إلى رعاية طبية متواصلة يتجاوز 120 جريحا ومريضا يعمل الطبيب محمد أبو شريفة في قسم الطوارئ بمجمع ناصر ويؤكد أن العديد من الإصابات التي تصل إلى المجمع يوميا لا يتمكن الكادر الطبي من إجراء عمليات الرعاية الأولية لها بسبب كثرة الأعداد ومحدودية الطاقم الطبي إضافة إلى النقص الحاد في المستهلكات الطبية وأن بعض المصابين لا يتوفر لهم حتى المحلول الملحي ومنذ إخلاء مستشفى غزة الأوروبي استقبل مجمع ناصر عشرات المرضى والجرحى والعديد من هؤلاء وصلوا عبر عربات تجرها الحيوانات وآخرين حملهم أفراد من أسرهم يقول الطبيب أبو شريفة لـالعربي الجديد إن عددا من الأطباء والطواقم الطبية الذين كانوا يعملون في مستشفى غزة الأوروبي نزحوا باتجاه مجمع ناصر لكن مساحة العمل محدودة والضغوط متزايدة فالمجمع بات مسؤولا عن تغطية الخدمات الطبية لنحو 250 ألف شخص غالبيتهم من النازحين من المنطقة الشرقية إلى جانب عشرات آلاف النازحين في منطقة المواصي وكذا العديد من حالات الطوارئ التي تأتي من مدينة رفح مع تزايد أعداد المصابين أعلنت إدارة المجمع الطبي أنها بحاجة إلى بقاء العاملين على رأس عملهم على مدار الساعة حرصا على عدم فقدان المزيد من أرواح المرضى والمصابين ومن بينهم حالات شديدة وخطيرة وجرى تقسيم العمل بين الأطباء والفنيين لمتابعة تقديم الرعاية للمرضى في الأقسام المختلفة يضيف هناك نقص في المعدات والمستهلكات الطبية خصوصا مستلزمات الغيار على الجروح والمحاليل الملحية ما يجعل المصاب ينتظر فترات طويلة أو لا يخضع لتغيير الضمادات او المحاليل لفترات بناء على الأوامر الإدارية التي تحاول التعامل مع النقص الحاد في المستلزمات لكن هذا يؤدي أحيانا إلى حدوث مضاعفات الأوضاع حاليا أكثر سوءا ويمكن أن يتوقف المستشفى في أي لحظة في ظل كون كميات الوقود محدودة للغاية ويشدد أبو شريفة على أن أعداد المرضى والجرحى في العناية المركزة زادت إلى الضعف بعد النزوح الأخير ما دفع إدارة المستشفى إلى توسيع غرف استقبال الحالات الطارئة التي تتوافد بكثرة مع أي قصف إسرائيلي والكثير من الجرحى يعالجون على الأرض وسط عجز كبير عن تأمين الأسرة رغم وصول عدد من الأجهزة والأسرة من مستشفى غزة الأوروبي إخلاء مستشفى غزة الأوروبي زاد الضغط على مجمع ناصر الطبي ومن داخل المستشفى الكويتي الميداني يقول الطبيب العام محمد قديح إنهم على مشارف التوقف عن العمل وقلص عمل الأجهزة الكهربائية لمحاولة تقليل الاستهلاك لكنهم يخشون من خسارة الأرواح بسبب تلك الأوضاع ويوضح لـالعربي الجديد أن مرضى وجرحى مدينة خانيونس يتركزون في مجمع ناصر الطبي كونها الأكبر ورغم الأضرار من الاستهداف الإسرائيلي إلا أنهم يعملون بطاقة مضاعفة لكن ما نقوم به في المستشفى الكويتي ضروري أيضا إذ يتحتم علينا إجراء عمليات جراحية وتغطية حالات الطوارئ التي لا تحتاج لدخول المستشفيات الكبيرة ويضيف قديح يصل إلينا مصابون من مدينة رفح ونحاول التعامل معها قدر المستطاع لكن المستشفيات الميدانية لا يمكنها أن تقوم بدور المستشفيات الكبيرة فهي مستشفيات مؤقتة ولا يمكنها إجراء عمليات جراحية معقدة أو تقديم رعاية طبية كاملة لكن على أرض الواقع العمل مضاعف وبعض الأطباء يشرفون على عشرات الحالات يوميا وترجع المشكلة في مستشفيات مدينة خانيونس إلى صعوبة التواصل مع مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح لنقل الحالات حال التوقف المفاجئ لأي من المستشفيات والمراكز الصحية العاملة في المنطقة فالطرق مدمرة وشارع صلاح الدين الواصل بين المدينتين يعد منطقة خطيرة يصنفها الاحتلال الإسرائيلي باللون الأحمر وطريق شارع البحر مدمر ما يعوق الوصول السريع ويغطي مستشفى شهداء الأقصى الحالات المرضية والجرحى في محافظة وسط القطاع وسط تزايد أعداد النازحين فيها ووجود أربعة مخيمات لللاجئين الفلسطينيين فيها ما يعني عدم وجود أي خطة طوارئ حال خروج مستشفيات خانيونس عن الخدمة ويعتبر الموجودون في منطقة المواصي من أكثر الفئات التي عملت منظمات صحية ووزارة الصحة في غزة وحتى وكالة أونروا على إنشاء نقاط طبية لخدمتهم ومتابعة حالاتهم وهم يشكلون النسبة الأكبر من النازحين من مدينة رفح وبينهم أعداد كبيرة من المرضى والجرحى الذين يتركزون في المناطق القريبة من النقاط الطبية لكنهم يعيشون ظروفا صعبة فالرعاية الطبية المتوفرة تقتصر على استشارة طبية سريعة أما على صعيد الطوارئ فهم بحاجة للتوجه إلى المستشفيات نقلت الستينية فايدة الخضري إلى مجمع ناصر الطبي لتوضع تحت التنفس الاصطناعي يوم الاثنين الماضي قبل أن يتقرر إخراجها من المستشفى في اليوم التالي لكنها عادت صباح الجمعة إلى المستشفى لتنتظر ساعات في القسم المكتظ بالمرضى قبل أن توضع على أحد الأجهزة المتلاصقة والتي يقبع تحتها عدد كبير من المرضى يقول نجلها محمد الخضري المستشفى ممتلئ عن آخره ونحن ننزح بشكل متكرر للبقاء بجوار مراكز الرعاية الطبية فلدينا في العائلة جرحى ومرضى والجميع يتلقون العلاج بصعوبة حاليا لكن والدتي بحاجة إلى تنفس اصطناعي وبدأت أبحث عن مكان للنزوح في دير البلح لكني على مدار يومين لم أعثر على أي مكان يتلقى الجريح محمد أبو طعيمة العلاج على الأرض بسبب الاكتظاظ الكبير في المستشفى وتتفاقم حالة ساقه المصابة بسبب عدم عثوره على غيار ومراهم يقول لـالعربي الجديد الوضع في المستشفى يشبه يوم الحشر وبعض الأقسام مظلمة لتوفير الطاقة ولا يوجد متنفس والمصابون لا يجدون العلاج وأحيانا يكون الألم غير متحمل أنا أتألم لكن ليس أمامي سوى الصبر والأمل في الحصول على علاج